اجتماعية مقالات الكتاب

الحرب على المخدرات

لست هنا في هذا المقال بصدد إلقاء محاضرة حول مخاطر المخدرات فالكل على علمِِ ودراية بها.
فقط أشير إلى جريمة قتل مروّعة وقعت في جدة مؤخراً، وذلك عندما قام أحد المدمنين تحت تأثير مخدِّر يعرف باسم “الشبو” بحرق صديق طفولته داخل سيارته وإشعال النار به. “وقد توفاه الله بعد هذه الحادثة بفترة بسيطة ،في حين لم يكن صديقه المدمن على دراية بما قام بفعله بفعل المخدّر !

إذاً ليس أدلّ على خطر تعاطي المخدرات على مجتمعنا،وتأثيراتها العقلية والنفسية ،من هذه الجريمة المروّعة، مايلفتت الإنتباه إلى ظاهرة انتشار المخدرات في أوساط الشباب.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، أمر بإطلاق حملة على مهرّبي ومروّجي المخدرات ، تهدف إلى الضرب بيد من حديد على تجار وموزعي المخدرات ، ووضع حدّ لهذه المشكلة الخطيرة.

وكان من تجلّيات هذه الحملة ، أن رأينا إنتشار رجال الأمن ورجال مكافحة المخدرات في الشوارع ونقاط التفتيش، كما زادت عمليات مداهمة الأماكن المشبوهة ،والقبض على المشتبه بهم، فضلاً عن تشّديد الإجراءات الأمنية على الحدود والمنافذ الجوية والبحرية والبرية، ذلك أن حكومتنا الرشيده سوف لن تتهاون مع كل من تسوّل له نفسه الإضرار بأبناء هذا الوطن وأمنه.

رأينا السلطات السعودية تُحبِط بين الفَينَة والأخرى ، عملية تهّريب مخدرات هنا وهناك ، وتضبط كميات كبيرة منها كان المهرّبون يحاولون إدخالها الى المملكة عبر الحدود. وهذه الكميات يتم وزنها بالأطنان ،ما يدل على أن أعداء المملكة يعملون على قدم وساق للإضرار بنا عن طريق إستهداف شبابنا ، وأصبح هؤلاء يبتدعون أساليب عجيبة لتهريب المخدرات وطرق إخفائها ، فتارة نجدها وقد تم تعبئتها داخل أعمدة خشبية، وتارةً داخل الإطارات، وتارةً أخرى داخل شُحنات الفواكه. ويكفي هنا أن نرى صور مهرّبي المخدرات بعد أن تم إلقاء القبض عليهم وهم يقفون أمام جبل من أقراص المخدرات التي تقدّر بمئات الملايين ، لنعرف حجم هذه المشكلة .

‏إن هذه الحرب لن تنتهي وسوف تستمر وسوف نكون لها بالمرصاد.
أنا هنا أثمّن جهود رجال الأمن ورجال مكافحة المخدرات الذين يعملون ليل نهار في القبض على المهرّبين، بالاضافة لجهود رجال الجمارك على الحدود، الذين لولا يقظتهم في ضبط هذه الكميات ،لحدث ما لا يُحمد عقباه -لا سمح الله-. ولا أريد أن اتخيل كمية تلك الجبال من الحبوب المخدّرة وهي تسرح وتمرح في شوارعنا وبين أيدي أبنائنا.

كما أثمّن الجهود التي تبذلها المملكة لحماية المجتمع والحفاظ على أمنه ورفاهيته من خلال وضع قوانين وأنظمة وتشريعات لمكافحة المخدرات ،وإعادة التأهيل والعلاج من إدمان المخدرات في المستشفيات المتخصصة رغم تكلفته العالية ، والتأكيد على أهمية الأسرة ودورها الرئيسي في التصدّي للمخدرات . وعلينا كأُسر أن نشدّد الرقابة على أبنائنا وأن ننتنبه لأي تصرفات غريبة تصدر عنهم قد توحي بأنهم قد وقعوا تحت تأثير المخدرات ،وأن نزيد من الوعي لديهم بالحذر من المخدرات ، ومن متعاطيها الذين قد يُلحقون أكبر الضرر بالمجتمع من خلال الجرائم التي يرتكبونها من سرقة واغتصاب وقتل وأمراض نفسية أخرى ، مع أهمية الإبلاغ عن المروّجين .
حفظ الله هذا الوطن من كل مكروه.

jebadr@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *