اجتماعية مقالات الكتاب

الرعاية بعد العملية القيصرية

عادة ما يكتب الطبيب ادوية فيها قدر من المخدر خلال اليوم الأول بعد العملية ، ما يراعيه الطبيب هنا ، ألا يكون هناك ألم بينما تبقى المريضة محتفظة بوعيها ، قادرة على التفاعل مع وليدها ، وألا يكون في الدواء ما قد يؤثر سلبا على الوليد.

في الأيام التالية تتحول المريضة الى تناول عقارات مهدئة للألم بالفم، ويستحسن الا تتجاوز هذه العقاقير الباراسيتامول والبروفين، هنا نتفادى المركبات الدوائية التي يحتوى فيها العقار على تركيبة من عدة أدوية إلا بتأكيد الطبيب ، والأفضل أن تؤخذ في الأسبوع الأول بشكل منتظم، ثم تتحول الى أخذها عند الحاجة ، حتى يتم الاستغناء عنها.
لتفادى حدوث جلطات الدم تنصح المريضات بالتدرج في الحركة منذ اليوم الأول ، مع الاستمرار في تعاطي مسيلات الدم لعدة أيام بعد العملية.

منذ ما يزيد على العشرين عاما تغيرت الممارسة الطبية التي كانت تنصح بعدم تناول اطعمة عن طريق الفم إلا بعد مرور يوم على العملية القيصرية ، اتضح أن البدء بتناول الطعام عن طريق الفم مبكرا بعد العملية – و خاصة اذا اجريت بالتخدير النصفي – يسرع بالشفاء ، و يقلل من حاجة المريضة للبقاء في المستشفى بعد العملية.

بالنسبة لجرح العملية ، عادة ما يكون مستعرضا في اسفل البطن، و الاغلب استخدام خيوط مختفية تحت الجلد ، تذوب تلقائيا ولا تحتاج الى أن تُزال بواسطة الطبيب، يغطى الجرح في اغلب الاحوال اول يوم بعد العملية ، ثم يكشف ، و يتم غسله بالماء و الصابون دون فرك ، ثم يجفف ، و قد يُغطى بشاش خفيف إذا كان ذلك مريحا ، يوصى البعض بملاحظة الجرح خلال الايام الاولى ، اذا لوحظ احمرار زائد او ظهور فتحات او وجود افرازات يستحسن مراجعة الطبيب.

يمكن ان تعود المريضة بالتدريج الى ممارسة الرياضة غير المجهدة بعد اختفاء الألم، ويستحسن ألا تحمل ما يزيد عن وزن الطفل في الأسابيع الثلاثة الأولى، تمارين عضلات البطن مهمة بالتدريج و مع اختفاء الالم ، و لا باس بالسباحة أيضا.
من المهم أن تنام الأم فترة كافية ، وقد يقتضى ذلك الابتعاد عن المنبهات ، و تقليل الانشطة الاجتماعية.
ويستحسن أن تبقى المريضة على تواصل مع الفريق الطبي ، وخاصة في حالة الشعور بمشاعر نفسية غريبة، كالحزن غير المبرر ، أو القلق الزائد، واضطرابات النوم ، وكذلك الشعور بمشاعر غير ودية تجاه وليدها. علما بان هذه الأعراض تحدث في كل انواع الولادة، ولا تزيد بالعملية القيصرية.
بالدعم المعنوي الذي تقدمه الأسرة، والتشجيع، عادة ما تصبح هذه الفترة ذكرى جميلة تسعد بها العائلة.

sshehry19988@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *