اجتماعية مقالات الكتاب

الحامل وحرقة المعدة

حُرقة المعدة شائعة في الحمل لدرجة أن نصف الحوامل يعانين منها مع وصولهن أواخر أيام الحمل ، و يسميها الإنجليز حرقة القلب لأن موقع الألم في منتصف أسفل الصدر على يمين القلب ، و لكن لا علاقة لها بالقلب، و قد لا يقف ألمها عند فم المعدة بل يصبح على شكل ارتجاع يرتفع مع المريء حتى الفم و خاصة خلال الاستلقاء.

ويعود أمرها إلى سببيْن أحدهما أن احد هرمونات الحمل يتسبّب في بطء انتقال الطعام عبر الجهاز الهضمى ، كما أنه يؤدى إلى ارتخاء في الصمام الذي يقفل نقطة الاتصال بين المعدة والمريء ، وهذا الصمام عادة يسمح بانتقال الطعام إلى المعدة ولا يسمح بعودته إلى المريء في الأحوال العادية.

هذا الإرتخاء يسمح بعودة محتويات المعدة الحامضية الى المريء ، و جدار المرئ الداخلى ليس معدّاً لاستقبال الاحماض كما هو الأمر في جدار المعدة ، و هنا تحدث حُرقة فم المعدة ، و مع تقدم الحمل و تضخم الرحم ،يحدث ضغط راجع على المعدة يؤدى إلى تفاقم أعراض حُرقة المعدة.

للتعامل مع هذه الأعراض المزعجة ،ينصح الأطباء بتعديل أسلوب الحياة ،كالإبتعاد مثلاً عن الأطعمة التى تستفز هذه الأعراض ، مثل الأطعمة المقلية والحرِّيقة وما يحتوي على نسبة عالية من الدهون و الإسراف في القهوة و الشاى، كذلك تقسيم الوجبات الى وجبات صغيرة متعددة، و توقيتها بحيث لا تنام الحامل مباشرة بعد الأكل، وكذلك رفع مستوى الرأس عند النوم باستخدام أكثر من وسادة و تناول حليب محلَّى بالقليل من العسل.

وإذا لم تنجح تلك الإجراءات، يمكن تناول معادلات الأحماض التي تقوم بتخفيض نسبة الحموضة في المعدة ، ومعظمها لا يضر الحمل ولكن ينصح بالتأكد من ذلك ، وبتفادي ما يحتوي منها على تركيز عال من عنصر الصوديوم والألمنيوم.
أما في حالة استمرار الاعراض ،فيمكن تناول الأدوية التى تتحكّم بمقدار إفراز حامض المعدة بعد استشارة الطبيب ، و هى متعددة و تعتبر آمنة للأم و الجنين.

ويحسن أن ننبه هنا إلى ما قد يشبه حُرقة المعدة ولكنه ليس كذلك، فإذا حصل ألم ينتشر من منطقة فم المعدة إلى يسار الصدر و خاصة فوق منطقة القلب ، أو كان الألم ممتداً من منطقة فم المعدة باتجاه اليمين ، على أسفل منطقة الصدر وأعلى منطقة البطن ، فكلاهما لا يمكن تفسيرهما بأنهما ناشئان عن أحماض المعدة ، و في حالة حدوث أي منهما ، فإننا ننصح بالتواصل العاجل مع الطبيب.
نسأل الله السلامة للجميع .

SalehElshehry@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *