اجتماعية مقالات الكتاب

دائرة الراحة

يرتبط الفرد إرتباطًا وثيقًا بروتينه الذي يسير عليه حيث يصبح معتادًا على القيام بالأعمال ضمن اطار محدّد و هذا أمر جيّد خصوصًا إذا كان إطاره الروتيني مرتبطاً بعادات ناجحة من شأنها تحقيق أهدافه المنشودة بشكل منظَّم و مستمر دون توقف.

قد يأخذ هذا الإعتياد منحنىً نازلاً ،وبدلًا من أن يحقق، يجد الفرد انه لا يحقق شيئًا بالرغم من أنه يتقدم بطريقة معينة. وهنا على الفرد أن يعيد النظر فيما يقوم به.

قد يكون هناك خلل و هذا ما يتسبّب بعدم القدرة على إنجاز شيء و قد يكون الإعتياد هو السبب الرئيسي في هذا التراجع.
وحينما يعتاد الفرد على القيام بأمر ما لفترة من الزمن دون أي تجديد أو تطوير، والتوقف عن البحث ، واكتشاف مهارات جديدة ، فإنه يدخل في دائرة الراحة و التي تشعره بالأمان الوهمي الذي يجعل كل المتغيرات بلا قيمة ،ممّا بجعل الفرد متردداً في الخروج منها ، مع سطوة الكسل و الخوف من مغادرتها .

ويتطلب الخروج من هذه الدائرة ، العزيمة والإصرار وعدم التوقُّف عن التعلُّم و تغيير النظام الروتيني المتبع و تطوير المهارات الحياتية الذاتيه و عدم الإلتزام بنمط واحد لتنفيذ المهام و البحث عن طرق
مختلفة لضمان ترك دائرة الراحة التي تجعل الفرد منخدعًا بذاته.

إن دائرة الراحة تجعل الفرد متوقفًا عن النمو الذي يتطلب التغيير و الصعود و الاستمرارية، وإذا شعر الفرد بأنه يظل واقفًا في مكانه لفترة من الزمن ،عليه أن يكسر حاجز الخوف، وأن يصقل ذاته ويتخذ قراراً يضمن له الخروج من هذه الدائرة فإن البقاء فيها مؤذٍ و مؤلم.

@fatimah_nahar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *