أعلن مستشفى جامعة ألباما أن أولى حالات زراعة الرحم قد ولدت طفلاً بعد اكتمال الحمل.
وصرح مسؤولون في المستشفى بأنهم يسعون إلي تمويل برنامجهم لزراعة الأرحام عن طريق شركات التأمين.
هذه ليست الحالة الأولي التي حدثت فيها ولادة بعد عملية زرع رحم ، و لكن الولادات السابقة حدثت ضمن برنامج أبحاث سريرية ، وقد أدت تلك النجاحات إلى أن تُجاز عمليات زراعة الأرحام خارج الاطارات البحثية ، و منذ عامين بدأت أربعة مراكز طبية في أمريكا برامج لزراعة الأرحام ، و سبب عمليات زراعة الأرحام ،هو :أنه لا يمكن اكتمال حمل دون وجود رحم بشري، و هناك بعض النساء اللواتي ليس لهن رحم بسبب خلقي، و أخريات تم استئصال أرحامهن جراحياً لسبب طبي، كما أن هناك سيدات توجد في أرحامهن عيوب خلقية لا تمكنهن من الحمل.
السيدة التي ولدت بعد زراعة الحمل لديها متلازمة عيوب خلقية أحد مظاهرها عدم وجود رحم، بينما لديها مبيض قائم بوظائفه ، و لذا فقد حصلت سابقاً على طفل ينتمي لها وراثياً ، عن طريق تلقيح مجهري لبويضة مأخوذة منها بواسطة حيوان منوي من زوجها ، و لكن حين نجح حدوث الحمل تم نقله إلى رحم أخت الأم ، أي خالة الطفل وراثياً ، والتي تصبح أمه بالحمل و الولادة لا بالوراثة و تسمى الأم الظئر . و حيث أن التشريعات في كثير من الدول ،لا تجيز ذلك ومنها معظم الدول الإسلامية . و السبب يقع في الإشكالية المتعلقة بوراثة الطفل، فالآية القرآنية تقول: ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه ) ويعني أن أم الطفل هي من أعطته البويضة ، إلا أن هناك آية أخرى تقول: ( إن أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم ) و يعني هذا أن يرث الطفل الأم الظئر التي حملته في رحمها ، و لذا فإن زراعة الأرحام في هذه الحالة هي الحل الوحيد في المستقبل القريب.
الحالة التي أشرنا اليها زرع لها رحم من مانحة ميتة كما يحدث في زراعات أخرى كزراعة الكلى.
في معظم الحالات المشابهة يتم استئصال الرحم المزروع بعد الولادة الأولي ، إلا في الحالات التي ترغب السيدة فيها في حمل ثان .
واستئصال الرحم المزروع يكون لتجنب الاستمرار في إعطاء الأم الأدوية التي تخفض المناعة ، إذ من المعلوم أن الجسم يرفض كل ما يزرع فيه مهما كان التطابق الوراثي بين المانح و الزارع ، و اذن فإنه بعد كل زراعة يستمر الإنسان الذي يأخذ العضو المزروع في تعاطي خوافض المناعة، وهذه الأدوية لها مشكلاتها ، و حيث أن زراعة الرحم تكون من أجل الحصول على حمل واحد على الأغلب، فإن انتهائه من هذه المهمة يجعل استئصاله مرغوباً للتمتع بالمناعة الكاملة.
(علم الإنسان ما لم يعلم ) -صدق الله العظيم-.
SalehElshehry@
