اجتماعية مقالات الكتاب

لا تخفْ من قول لا

قول “لا” للناس المزعجة ، مهارة نحتاجها جميعًا في حياتنا.بل قد يكون من الضروري -أحياناً -حظر أي شيء يزعجك، ولا بأس بذلك سواء كان حظر شخص ما على وسائل التواصل الإجتماعي ،أو البريد الإلكتروني أو تجنّب الأشخاص السلبيين.
ويمكن أن تكون “لا”، وسيلة فعّالة للحفاظ على راحة بالك ، فأنتَ عندما تقول”لا” للطاقة السلبية ، فإنك بذلك تفسح مساحة أكبر للطاقة الإيجابية.

إن في كلمة “لا”من القوة فيما لو استخدمناها الإستخدام الأمثل ، لحصلنا على السلام الداخلي ، ولكن للأسف نادراً ما نستخدمها .

قد نجد أنفسنا محرجين أمام أصدقاء أعزاء أو قريبين، نادراً ما نقول لهم “لا”، بل نغرق في مشاكلهم الشخصية ،ونكون مُلزمين بحلّها ، ما يستنزف من قدراتنا البدنية و الذهنية بلا طائل.

حسب الدراسات، إذا أردنا الحصول على السلام الداخلي ،علينا أن نتعلم كيف نضع حدوداً فاصلة أمام الآخرين بألّا نسمح لهم برمي همومهم علينا في كل مرة يواجهون فيها مشكلات لأنهم سوف يتعوّدون على ذلك فللأسف هناك من يستغل هذه النقطة، والتي تعتبر نقطة ضعف، فيلقي بهمومه ومشاكله على الآخرين لحلها بالنيابة عنه بدلاّ من أن يحلها بنفسه.

ووجدت دراسة أخرى أن الأشخاص الحازمين لديهم مستويات أقل من القلق والإكتئاب.
وفي اطار نمط الحياة الصحي ،قد يساعد الحزم في التقّليل من الإجهاد والغضب ذلك أن الحزم هو إحدى مهارات التواصل الجوهرية بمعنى أن الحزم ليس مرادفًا للوقاحة، فأن تكون حازماً ، يعني أن تدافع بحزم عن إحتياجاتك ورغباتك دون أن تكون عدوانياً.

وعليه ، فمن لديه إحساس بالسلام الداخلي هو إنسان يشعر بـ”راحة البال“، فلا يشعر بالقلق ولا التوتر حيال عظيم الأمور بل إن جلّ ما يشعر به هو السعادة والرضا .

ومن المعلوم أن رضا الناس غايةُُ لا تُدرك و إن محاولة إرضاء الآخرين ، مشكلة يعاني منها الجميع. هناك -للأسف- من لديه الرغبة الشديدة في إرضاء الآخرين والغرق في همومهم ،على حسابه الشخصي وعلى حساب راحته وصحته.

أخيراً فإن قول “لا” للناس المزعجة ،قد يتطلب تعلّمها بعض الممارسة ، ولكن النتيجة النهائية ستجلب ثقةً أكبر بالنفس وراحة با ل . ولذلك عندما تواجه طلباً مزعجاً، لا تخفْ من قول “لا” ، ذلك أن راحة بالك لا تقل أهمية عن راحة بال أي شخص آخر.
إن الفرق كبيربين تقديم يد المساعدة وبين السماح للآخرين بإستغلالك في جميع الظروف . وإذا واجهت صعوبة في رفض ما يُطلَب منك، فتمرّن على قول “لا”. وتذكّر أن كلمة “لا” ،جملة كاملة ولست بحاجة إلى شرح سبب رفضك.

jebadr@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *