اجتماعية مقالات الكتاب

حربٌ على المخدرات

أُستنهض العالم لمواجهة جائحة كورونا. أُغلقت المنافذ والمطارات، وتوقفت الطائرات. دخل العالم كله في ركود إقتصادي وإغلاقات لم يسبق لها مثيل.

كل ذلك كان بسبب ڤايروس لا يُعْلَمُ حتى الآن مصدره. ولم يُكشف بعدُ من كان مصدره. هل كان بيئياً أم مُخلَّقاً؟ هل هو عفّوي أم جزء من حرب بيولوجية؟
تنادت دول العالم لمواجهة الجائحة ورُصِدت المليارات لتطوير لقاحات لها.
خرج العالم أو في سبيله للخروج من كوفيد 19.. لكن هذا العالم نفسه أُبتلي منذ مئات السنين بجائحة أعظم أثراً ومصيبة أكثر فتكاً من كوڤيد وما قبلها.

إنها آفة المخدرات. هذا السرطان الذي لا يخفى على كل دول العالم أن هناك من يزرع وينتج ويصنع ويحّمي هذه الآفة المدمّرة. لكن العالم نفسه الذي يعلم بعظمِ خطرِ المخدرات يقف (إلى حد ما) متفرجاً أمام دول ترعى وتحمي بل وتدعم تجارة المخدرات والموبقات.
من أين تأتي المخدرات؟ هل تنزل من السماء، أو تنبت في الأرض من تلقاء نفسها؟ هل تُنتَجُ دون وجود معامل وإقامة مصانع ودون وجود أناس يصنعون، وآخرون يهربون وغيرهم يروجون؟

هل المخدرات جزء من حروب تشنّها الدول على بعضها بعضاً؟
هل هناك دولٌ تتعمَّد غضّ الطرف عن زراعة وإنتاج المخدرات لأهداف مشبوهة؟!
هل هناك دولٌ تُدخِل المخدرات في دورتها الإقتصادية، وتعتبرها جزءاً من إنتاجها القومي، ووسيلة لجلب العملات الصعبة؟!!
لا تُروج مادة مخدرة في كل دول العالم إلا بوجود مجرم يُنتِج، ومهرِّبٍ يدخلها لبلده، ومروِّج يوصلها، ومستقبل يتلقاها، وضحية يبيع كل ما يملك حتى عرضه وشرفه لكي يدخلها جوفه.

لقد باتت أماكِن ومواطِن إنتاج المخدرات معروفة لكل دول العالم. غير إن معظم الدول والمنظمات الدولية وأجهزة الإستخبارات العالمية تكتفي ببيانات التنّديد وتصريحات التحّذير في حين كان يفترض بالعالم كله أن يشنّ حروباً حقيقية على كل دولة وكل حزب وكل عصابة ثبت أنها تنتج وترعى وتتغاضى عن أماكن هذه الموبقات داخل أراضيها.
ولا يخفى على كل ذي لُبٍ أن هناك دولاً جعلت المخدرات جزءاً من حروبها ضد دول أخرى.

والمملكة كانت ومازالت هدفاً لعصابات تصدّر وتروّج المخدرات، غير أن وقفة أجهزة الضبط والمكافحة كانت وستظل بتوفيق الله بالمرصاد لهذه العصابات المجرمة.
وبقي إعادة تذّكير، واستمرار حثّ المواطن والمقيم على أن يكونا عوناً للدولة وعيناً أمينة ولساناً يبلِّغُ عن كل ما يُشتبه به حتى إن كان إبنك أو بنتك، فبلاغك سينقذهما ، ويقود للقبض على من يُروِّج ويوصل هذه السموم لهما. فاحمهما بالتبّليغ عند اشتباهك بتعاطيهما.
الله ندعو أن يحفظ بلدنا من سموم المخدّرات والموبقات.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *