البلاد- ياسر خليل
تناول كمية كافية من الماء أمر مهم لوظائف الجسم اليومية، مثل تنظيم درجة الحرارة والحفاظ على صحة البشرة والجلد.
لكن شرب كمية كافية من الماء يرتبط أيضاً بانخفاض خطر الإصابة بأمراض مزمنة، وانخفاض خطر الوفاة مبكّراً وانخفاض خطر أن تكون أكبر سناً بيولوجياً من عمرك الزمني، وفقاً لدراسة أجرتها المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، ونشرها موقع شبكة CNN الإخبارية الأميركية نقلًا عن دورية EbioMedicine. وأكد مختصون لـ(البلاد) أن الماء من المكونات الرئيسية في جسم الإنسان، وتشكل 60 % من وزن الجسم، حيث تحتاج خلايا وأنسجة الجسم للمياه من أجل العمل بشكل صحيح، وذلك للتخلص من النفايات عن طريق التبول والتعرق، والحفاظ على درجة حرارة الجسم، وحماية الأنسجة الحساسة.
بداية يقول استشاري أمراض الكلى نائب رئيس لجنة منظمة الصحة العالمية للتبرع بالأعضاء والأنسجة وزراعتها الدكتور فيصل بن عبد الرحيم شاهين: للماء دور حيوي في العمليات جميعها داخل جسم الإنسان، فهو يساعد في عملية الهضم، ويعمل على نقل العناصر الغذائية إلى جميع أجزاء الجسم، وهذا الدور مهم للغاية، ويعمل على توازن الجسم، وذلك بتنظيم عمل الإلكترولايت وهي عبارة عن مادة سائلة تدخل في تركيبة الخلية العصبية، ومن مهامها نقل الأوامر العصبية من وإلى أعضاء الجسم المختلفة، بالإضافة إلى أن الماء يعمل على إعطاء السيولة للدم، فبذلك يساعد القلب على ضخ الدم إلى جميع أجزاء الجسم.
وتابع: هناك فوائد عديدة لتناول الماء على الصحة أهمها تعزيز صحة الجهاز المناعي، المحافظة على صحة الجسم وحمايته من الالتهابات والألم، وتعزيز صحة البشرة والمحافظة على نضارتها وجمالها، والمحافظة على صحة الجهاز الهضمي وحمايته من التقرحات والالتهابات، كما يعمل على الوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي.
ودعا د. شاهين إلى ضرورة الحرص على تناول ما يتراوح بين 8 إلى 10 أكواب ماء في اليوم، مع الحد من مشروبات الكافيين كالشاي والقهوة والمشروبات الغازية، وطبعاً تختلف كمية حاجة الفرد لتناول الماء عند ممارسة الرياضة وعند القيام بأعمال شاقة وأيضاً الأشخاص الذين يعملون في الميدان وتحت أشعة الشمس مطلوب منهم الحرص على تناول الماء بشكل معتدل لتجنب الجفاف.
من جانبه يقول استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير: تناول الماء بشكل معتدل مطلوب جداً من الكبار والصغار حتى يتجنبوا الإمساك، إذ أثبتت الدراسات أن هناك علاقة بين الإمساك وسرطان القولون، لذا فإن أهم نصيحة توجه لأفراد المجتمع للوقاية من الإصابة بالإمساك هي الحرص على شرب الماء بشكل معتدل بما يعادل لترين، والحرص على تناول الأطعمة الغنية بالألياف، وممارسة التمارين الرياضية.
واختتم د. مير بقوله: الأشخاص الذين يعالجون بالكيماوي عليهم الحرص على تناول الماء بشكل جيد، وذلك عندما يتناول الفرد الماء أثناء العلاج بشكل معتدل، فذلك يساعد في جعل عملية التعافي أكثر سلاسة، ومن هنا ندرك أهمية الماء في تخليص الجسم من السموم التي تصله نتيجة التعرض للتلوث البيئي أو مصادر أخرى، لتبدأ أولى مراحل استجابة الجسم لعلاجات الأورام السرطانية وغيرها بشرب الماء الصحي.
ويتفق استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف مع الآراء السابقة ويقول: تناول الماء مهم جداً لصحة الإنسان والحفاظ عليها من الأمراض المختلفة التي من الممكن أن تصيبه، كما أن تناوله يعمل على منع وإزالة السموم بالجسم، ويساعد على حماية الجهاز الهضمي من الاضطرابات، والأطفال بحاجة إلى الماء لحمايتهم، إذ تكمن أهميته للأطفال في مساعدتهم على تقوية الذاكرة، وزيادة القدرة على الحفظ وتقوية المخ، والوقاية من حالات الجفاف، التي تكون ناتجة عن النقص في الماء والسوائل بالجسم، وتجديد خلايا الجسم، كما أنه مهم لحماية كلى الأطفال، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، والتخلص من السموم التي توجد في جسم الطفل.
وأضاف: هناك بعض التوصيات التي تشير إلى أن استهلاك الماء يومياً يكون حسب العمر، ولكن بالنسبة للأطفال، فإن الأمر مختلف قليلاً، حيث يجب أن تراعي بعض العوامل الأخرى مثل ممارسة الطفل للرياضة وما إذا كان الطقس حاراً أم لا، فهذا يعني أن الطفل سيكون بحاجة للمزيد من الماء، ويجب ألا ينتظر الوالدان حتى يشعر الطفل بالعطش، لذا يجب توجيه الأبناء إلى تناول الماء بشكل معتدل، إذ تشير التوصيات العالمية بتناول الأطفال ما يلي من الماء:
الأطفال من سن 5 – 8 سنوات 5 أكواب من الماء يومياً، والأطفال من سن 9 – 12 عاماً 7 أكواب من الماء يومياً، والأطفال في سن البلوغ (13 – 18 عاماً) فيحتاجون من 8 – 10 أكواب من الماء يومياً.
أما ما يتعلق بالصوديوم فيختتم د. الشريف قائلاً: سبق أن أوضحت الهيئة العامة للغذاء والدواء، بشأن ما يتم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص وجود فوائد أو أضرار صحية للصوديوم والرقم الهيدروجيني في مياه الشرب المعبأة، أن مياه الشرب المعبأة تحتوي على كميات قليلة من الصوديوم مقارنة بكمية الصوديوم الموجودة في العديد من المنتجات الغذائية الأخرى، ولا يوجد حد لكمية الصوديوم بمفرده في مياه الشرب المعبأة ضمن اللوائح الفنية والمواصفات السعودية والخليجية المعتمدة، إذ يعتبر الصوديوم أحد الأملاح الصلبة الذائبة (TDS)، التي تتكون من الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم والصوديوم، والكربونات والنترات والبيكربونات والكلوريدات والكبريتات، والحدود المقبولة من الأملاح الصلبة الذائبة مجتمعةً في مياه الشرب المعبأة يجب أن تكون بين (100-500) ملغ/لتر طبقاً للوائح الفنية السعودية – الخليجية، وتم وضع هذه الحدود بناءً على درجة استساغة طعم المياه، وبحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، لا يوجد أي حد موصى به للأملاح الصلبة الذائبة مرتبط بأثر صحي، كما أن وجود الصوديوم في مياه الشرب المعبأة لا يشكل أي قلق صحي للمستهلك العادي الذي لا يعاني من أي مشاكل صحية، كما لا يوجد ما يثبت وجود فوائد أو أضرار صحية ناتجة عن استهلاك مياه الشرب المعبأة التي تحتوي على كميات قليلة من الصوديوم، وفي ما يتعلق بالحالات المرضية التي تستلزم اتباع نظام غذائي قليل في الصوديوم، يجب أن يؤخذ في الاعتبار ضمن مصادر الصوديوم مياه الشرب التي تحتوي على أكثر من 20 ملغرام/ لتر (20 جزءاً في المليون).