اجتماعية مقالات الكتاب

الكيل بميزانين

لا يكاد يقترن فكر التطرف مع – أي – موقف إلا ويظهر الجانب القبيح للأشخاص والجماعات؛ ويكون الأمر أكثر سوءًا عندما يدّعي من يمارس التطرف بأنه محارب له وينبذه بكل أشكاله وصوره! فيكون الأمر كما جاء في المثل العربي ‹‹ حشف وسوء كيله ››.

وإسقاطاً على ما سبق، نجد ذلك يتمثل في تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المسيئة للرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – وهجومه المباشر على الإسلام بجميع طوائفه، ووصفه بأن الإسلام يعيش أزمة في كل مكان بسبب الانعزال والانفصال الذي يكتنفه.

هذا الوصف الذي ذكره ‹‹ ماكرون ›› لا ينطبق على الإسلام وحسب بل إنه يمكن تعميمه على كل التيارات الدينية واللادينية ؛ فلكل فئة معتقداتها الخاصة بل وطريقتها الخاصة في التعاطي مع الأحداث، وهذا ما تكفله القوانين المعتدلة والمتقدمة لأفراد شعبها، وعندما نتحدث عن نبذ التطرف ؛ يجب أن لا نكون متطرفين !
الهجوم على رسولنا الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم – تطرف ؛ وكما أننا نحارب وننبذ المتطرفين من المسلمين فنحن أيضاً نحارب المتطرفين – أيا – كانوا، فالعاقل يعلم أن الإرهاب لا دين له ولا بلد ؛ وما رأيناه من أعمال إرهابية حول العالم يثبت ذلك.

باختصار شديد وبذات المنطق الذي قد يراه البعض بأن حرية الرأي مكفولة للجميع ؛ ولا أختلف مع ذلك المبدأ، فكذلك حرية الاختيار مكفولة للجميع أيضاً، ويحق للمسلمين ولغير المسلمين أن يقرروا ويتخذوا الموقف الذي يرونه مناسباً ؛ ومقاطعة المنتجات الفرنسية مثال على ذلك.

ولكن؛ لنتذكر دائماً بأن الدفاع عما هو عظيم يجب أن يكون بعظمة ؛ وأننا حتى في ردنا على من نختلف معه يجب أن ننطلق من مبادئنا نحن، وليس من مبادئ من نختلف معه ؛ فديننا الإسلام ليس مجرد عبادات تؤدى، وإنما هو منهج حياة نجد فيه الخير دائماً.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *