قد نمر في بعض المواقف، التـي تضعنا على المحك، وتجعل الخيارات أمامنا محدودة، وتُوجب علينا اتخاذ القرار المناسب حيالها. لكننا قد نتردد، ولا نتراجع عن اتخاذ القرار المناسب للموقف.
إن الحيرة، والتردد في اتخاذ القرار، غالباً ما تكون نتيجة خوفنا من عدم قدرتنا على تحديد القرار الصحيح، وعدم وضوح رؤيتنا لنتائج قراراتنا، وكذلك الخوف من الإخفاق، يسبب التردد، وتأجيل خطو الخطوة، وتفضيل البقاء على الوضع، الذي يحتاج إلى إصلاح من خلال اتخاذ هذا القرار.
قد تفوتنا فرص عظيمة؛ لترددنا، وقد تستمر بعض المشكلات في حياتنا لعدم اتخاذنا القرار المناسب حيالها؛ بسبب التردد
وذلك لأننا بطبيعتنا نرفض الأخطاء، ولا نتقبل الخسارة، ولكننا بالتردد ندفع بأنفسنا إلى الخسارة الحقيقية؛ لأننا نضيع جُل وقتنا في عذاب الاختيار. علينا أن ندرك أن هناك فرقًا بين التأني، والتردد.
فالتأني هو عدم التسرع في اتخاذ القرار من الوهلة الأولـى، بل اتخاذ القرار بعد التفكر فيه.
أما التردد فيعني الهروب من اتخاذ القرار؛ من خلال تأجيله، وتركه للظروف، ولأسباب إرادية كالخوف أو الشعور بعدم الثقة بالذات، و عدم تحمل مسؤولية نتائج القرار.
يجب علينا تصديق ذاتنا، وقُدراتنا التي تؤهلنا إلى اتخاذ القرارات الصحيحة، والخاطئة؛ إذ إننا نُصيب، ونخطئ، وعلينا عدم التوقف عند الخطأ، وتقبله والاستمرار في المحاولات وصولاً إلـى الانتصار على الذات.
علينا التخلص من الخوف؛ لأنه عدو الإنسان الأول، وعدو الطموح و النجاح، وذلك من خلال تنفيذ الأشياء التي نخاف من عدم تحقيقها، و اكتشاف النتيجة بأنفسنا، ومعرفة أن الخوف غير موجود إلا في عقولنا ورغبتنا في الانتصار تميتُ الخوف الذي يجعلنا مترددين، وتحديد أهدافنا مع وضع النجاح نُصب أعيننا، واعتمادنا على مواطن قوتنا للتغلب على التردد.
كُل هدف نحققه فإننا نحقق أنفسنا من خلاله، وكل فرصة منعنا التردد من العمل عليها، تشعرنا بالعجز.
فلنحدد أهدافنا، ثم نتوكل على الله، ونأخذ بالأسباب، وسننجح.