اجتماعية مقالات الكتاب

المتلازمة البولية التناسلية لسن انقطاع الطمث

أبدى بعض الأطباء في أمريكا و منهم رئيس الجمعية الطبية لسن انقطاع الطمث في أمريكا الشمالية ، قلقهم لاعتقادهم أن عدداً كبيراً من النساء ما بعد سن الخمسين يعانين من المتلازمة التناسلية البولية الخاصة بهذا العمر . وأن كثيراً من الأطباء الجُدد ، لم يعودوا مدربين على التعامل مع هذه المشكلة، رغم تأثيرها السيئ على مئات النساء ، إذ أنها تخفض جودة حياتهن رغم أن علاجها بسيط.

المتلازمة البولية التناسلية تنشأ من انخفاض نسبة هرمون الأستروجين ، الأمر الذي يؤدي إلى ضمور بطانة الأعضاء التناسلية الخارجية و كذلك الأحليل، و يضعف إنقباضية الصمام البولي ، و هنا تشتكى المرأة من ألم في العضو التناسلي الخارجي ، وهذه الآلام لا تحدث مع ممارسة العلاقة الزوجية فقط ،بل تجعل الجلوس والمشي صعباً ، كما تزيد من اضطرابات عدم التحكّم في البول و تزايد مرات التبوُّل، الأمر الذي يحرمها من النوم ، و مع ترك المشكلة دون حل ، تنعزل المرأة عن النشاطات الإجتماعية و قد تصاب بالإكتئاب، و تصبح عبئاً على من يقوم على رعايتها.

يقدر عدد من يعانين من هذه الأغراض بأربع من كل عشر نساء ، ممن يدخلن مرحلة ما بعد سن انقطاع الطمث، و من المعروف أن السيدات يعشن ثلاثين سنة تقريباً بعد سنة انقطاع الطمث ، و لذا فإن عدم العلاج يؤثر على جودة الحياة لمئات آلاف النساء.
العلاج سهل . وهو استخدام دهان موضعى يحتوي على جرعة قليلة من هرمون الأستروجين، و هذا الدهان فعّال جدا و ينهى معاناة المرأة في وقت وجيز ، و هو آمن جدا لأنه لا يدخل إلى تيار الدم مثل الأدوية التى يتم تعاطيها عن طريق الفم أو بالحقن في الأوعية الدموية أو في العضلة، أو تعطى على شكل تحاميل.

أمّا السبب وراء انصراف كثير من الأطباء عن وصفها ، فهو كما يقول أطباء أمريكان ما جري من شيطنة الهرمونات البديلة، بعد دراسة شهيرة نشرت قبل عشرين عاماً ، وجدت أن تعاطى الهرمونات البديلة ، لمدة طويلة و خاصة بعد انقطاع الطمث بزمن طويل ، تزيد من إضطرابات القلب والجلطات ، ومن أورام الثدى.

للأسف لم تعط أهمية لنفس الدراسة التي أفادت بأن إعطاء الهرمونات للسيدات حول سن انقطاع الطمث أى من عمر الخمسين إلى الخامسة و الخمسين ، يدعم عمل القلب ، و يقوّي العظام ، علماً بأن النتائج هذه بشقيْها لا تنطبق على الدهانات الهرمونية الموضعية .

و حيث أن معدل العمر لدينا بحمد الله يزداد ، نظراً لتحسن جودة الحياة، فإننا سنجد الكثير من أُمهاتنا و أخواتنا الكبار، في حاجة للتعامل مع هذه العلاجات كى يستفدن من حياتهن و نستفيد من حكمتهن وخبرتهن.

SalehElshehry@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *