اجتماعية مقالات الكتاب

نحو عادات أفضل 2-2

إستكمالاً لمقالنا في الأسبوع الماضي بذات العنوان:”نحو عادات أفضل”،أُسلِّط الضوء هنا على كتاب قرأته قبلاً، يدورحول الموضوع عينه،بعنوان: “Atomic Habits” أي (العادات الذرية)، يوضح فيه الكاتب جيمس كلير أحد أبرز الخبراء في مجال إكتساب العادات،إستراتيجيات عملية ،تعلّمنا كيف نستطيع إكتساب عادات جيّدة، وكيف نتخلَّص من القديمة السلبية، فيما يشرح لنا طريقة إدارة وإتقان  أفعالنا اليومية البسيطة التي نستطيع من خلالها تحقيق نتائج مذهلة ، علماُ بأن الكتاب في مجمله،

إضافة لا غنىً عنها ‏ في قائمة القراءة لأي شخص، واختصر هنا بعض النقاط المفيدة:
يدعونا الكاتب إلى الصبر لأن التخلُّص من عادة استمرت لسنوات عديدة ،تأخذ وقتاً طويلاً،
وكذلك الشيء نفسه في تطوير عادة إيجابية تم إكتسابها، ويشدّد على التركيز على تغيير العادات والأنظمة للشخص بدلاً من تحديد الأهداف، مبيناً أن كلاً من الفائز والخاسر لديهما نفس الأهداف،
لأن تحديد الأهداف تغيير مؤقت ،كما أن معظم الناس يضعون أهدافهم وبمجرد أن تتحقق هذه الأهداف يتوقفون عن تحّسين أنفسهم وعاداتهم ، ومثال على ذلك: تخيّل أن غرفتك فوضوية، فمن خلال تنظيف الغرفة، ستحقِّق الهدف المتمثِّل في الحصول على غرفة نظيفة. المشكلة هي أن عادة الإنسان الفوضوية ،تجعل الغرفة فوضوية في المقام الأول ، ولحل هذه المشكلة نهائياً، يجب التركيز على تغيير العادة الفوضوية بدلاً من وضع المزيد من الأهداف.

إن الهدف من تغيير العادات للأفضل، كما يصفها الكاتب، هو حل دائم لمشاكل متكرّرة ،فمن يستيقظ متأخراً دائماً ، عليه أن يغيّر عادة السهر في الليل وأن ينام مبكّراً. ومن يشكو من أمراض مزّمنة ،فعليه أن يغيّر من عادته في الكسل ، واستبدالها بالرياضة بشكل يومي، وبعدها سوف تختفي تلك المشاكل الصحية. ومن يعاني من مشاكل مالية متكرّرة، عليه أن يخلق عادة جديدة في توفير المال والإدخار، وبعد فترة سوف يرى وضعه المالي وقد تحسَّن وعلى ذلك قسّ الكثير.

‏هناك أربعة قوانين لتغيير السلوك وخلق عادات جيدة والتخلُّص من العادات السيئة، وهي جعل الأمور أكثر وضوحاً، أن تكون جذّابة، أكثر سهولة وجعل الأمر مُرضِياً. وحتى تنجح هذه العادة ،لابدّ من أن تكون جزءاً من الهويّة.
‏ويسرد الكاتب العديد من الأمثلة الواقعية وقصصاً ملهمة لأشخاص ‏حققوا نتائج غير عادية، ‏وهو باختصار يقول : إن كان بإمكان هؤلاء تحقيق هذه النتائج الإيجابية، فيمكننا أيضاً أن نحقِّق نفس النتائج، وأن تغيير العادات الأفضل ليس مستحيلاً.
‏كلمة السر هنا في العادة المستدامة، بدلاً من التركيز على الأهداف كما يقول الكاتب. ومتى ما ترسَّخت هذه العادة فينا، يصبح تحقيق الأهداف أمراً عادياً جداً

وليس مهمة مستحيلة. بل إننا نحقِّق الأهداف دون أن ندري ، فالعادات الإيجابية تنظِّم حياتنا وتؤثّر على التفكير الإيجابي بأنفسنا.
‏يجب أن نبتعد عن مقولة: “من شبّ على شيء شاب عليه”، واستبدالها بمقولة: “قليل مستمر خير من
كثير منقطع” ، ذلك أن أي تقدم إيجابي حتى وإن كان بنسبة 1 %، فسوف يتحوّل إلى شيء أفضل مع مرور الوقت.
أجد من الإجحاف إختصار كتاب قيِّم مثل هذا الكتاب ،
في هذه السطور القليلة، ولكنها دعوة للقارئ بمراجعة العادات وقراءة الكتاب إذا توفر الوقت، سيما أن هذا
الكتاب يعلِّمنا كيف نخلق الوقت من أجل اكتساب عادات جديدة ، وكيف نتخلَّص من نقص الحافز، ونتمتَّع بقوة الإرادة وكيف نغيِّر بيئتنا المحيطة لتحقيق نتائج إيجابية في الحياة.
أخيراً، أقتبس مقولة أعجبتني من هذا الكتاب،تقول: “النجاح ليس هدفًا يجب الوصول إليه، أو خطّ نهاية يجب عبوره، إنه نظام للتحّسين، وعملية لا نهاية لها للتحّسين”

jebadr@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *