اجتماعية مقالات الكتاب

خشية الحسد النفسي

خلقنا الله بلا شك مختلفين في أقدارنا و حظوظنا و أنماط حياتنا . ومواقعنا الاجتماعية تختلف حتماً من شخص لآخر وهذا الاختلاف يكمن في التميز. كما أننا نختلف في طرق سعينا و تحقيقنا لأهدافنا و كذلك خططنا و مقاومتنا و مدى صلابتنا و تجاوزنا للمشكلات و المواقف.

و في الحقيقة اننا في رحلة السعي هذه نصطدم بالكثير و الكثير من المعيقات التي تجعل الفرد متعبًا و مرهقًا نفسيًا حيث ان هذه المحبطات تسبّب للفرد الخيبة و لكن سرعان ما يتدارك ذاته و يستجمع قواه و يعاود مسيره
في رحلته لتحقيق أهدافه و جني ثماره، ولكن ماذا لو أن المعيق ليس خارجيًا وكان داخليًا فقط ؟
وهل من الممكن أن يكون الفرد منا هو معيقًا لذاته؟

قد يكون الفرد هو السبب في تأخر نموه و تطوره بسبب أنه يعتقد أن الآخرين سوف يحسدونه و يتفاقم هذا الشعور ليصبح رهابًا لديه من الحسد ويحول دون تقدمه.
و كما نعلم أن الحسد مرادف للغبطة و هو سلوك موجود و لكن ليس بالضرورة أن يحسدنا الآخرون بل في الحقيقة الآخرون منشغلون في تحقيق ذواتهم و الوصول الى مخططاتهم و لذلك علينا متابعة تطوير ذواتنا و تحطيم الأرقام القياسية في إنجازاتنا وألا تجعلنا الأوهام والاعتقادات الخاطئة متأخرين و متوقفين

ومن الصعب جداً على الفرد أن يكون أسير اعتقاد بنى عليه حياته فالخوف دليل على الحرص ولكن كل خوف مبالغ فيه يسبب ظهور نتائج معاكسة . و اذا ركّز الفرد تركيزه على نجاحه ، فإنه يتحتّم عليه أيضًا تفريغ دماغه من الأفكار السلبية كحسد الآخرين له و غيرتهم منه حتى يحصل على ذهن صاف لا يصدر منه إلا الأفكار الإبداعية التي تسهّل عليه رحلته.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *