اجتماعية مقالات الكتاب

التحيز السلبي

إن الطبيعة العقلية للفرد تتمثل في الميل الى كل ما هو يسهم في تحقيق التنمية الذاتيه لذاته وهذا الميل يعتمد على تجاربه و مواقفه و قد يكون مكتسباً من خلال الخبرات التي نُقلت اليه من الآخرين في محيطه و لكن هل هذا الميل جيد في جميع الأمور؟
عندما نلاحظ أن نميل إلى التركيز على جميع الأمور السلبية في الحياة اليومية فإننا نخلق مشكلة كبيرة لذواتنا و نساهم نحن في إخفاقاتنا و انتاج الخسارات العظيمة مرتكبين في حق أنفسنا أخطاء جسيمة و ذلك بسبب محدودية التفكير و التركيز على جانب واحد دون الجوانب الأخرى.

يعدّ ملاحظة السلبية عامة أمر جيد و لكن عند التركيز على السلبية فقط فهنا نضع أنفسنا في جانب السلبية فقط و نصنع حاجزًا يحول دون رؤيتنا للإيجابية الموجودة فالفرد حينما يتحيّز للجانب السلبي وإن كان قليلًا ، فإنه لن ينتبه الى الأمور الإيجابيه و إن كانت كثيرة الحدوث و ذلك لأن هذا التحيّز يخلق دائرة مفرغة في عقولنا و لا تدور إلا حول الجانب السيء

و ممّا لا شك فيه أن عقل الفرد هو الوعاء الذي ينضح بما فيه من معتقدات و محفّزات و أفكار نحن نضعها فيه و هذا الوعاء إذا كان ممتلئاً بكل المواقف و الذكريات السلبية فقط فإنه يؤثر على ذواتنا بشكل قاسِ جداً حيث أن نظرتنا للحياة ستصبح سلبيه بحته و لا يسعنا تحقيق التقدم والإزدهار.

إن التحيّز السلبي أكبر مدمّر لعقل الفرد لأنه يحدّ من قدرتنا على المضي قدماً بسبب التشاؤم المصاحب لنا و على الفرد حين يلاحظ ميله للسلبية أن يقوم بتفريغ عقله من السلبية و ذلك بخلق فكرة إيجابية مقابل كل فكرة سلبية حتى يتسنى له تدمير الأفكار السلبية و كذلك منح الذات فرصة لملاحظة الأحداث الايجابية و العمل على الاستمتاع بها و عدم ترك ذاته رهينة للسلبية المظلمة .

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *