الارتعاج كلمة عربية اخرها حرف الجيم ، و يسبق حرفُ العين حرف الألف، و معناها الارتعاد و الارتعاش، و قد أطلقها العرب على مرض يصيب الحوامل، يطلق عليه بالانجليزية (Eclampsia)، و هى تشنّجات تشبه الصرع اذا حدثت للحامل قد تتسبّب في الوفاة، إذ أن حدوث هذه التشنّجات قد تسبّب نزيفاً في الدماغ ، و ارتجاعاً في سوائل القناة الهضمية على الرئة ممّا قد يسبّب الإختناق ، و بحمد الله أمكن للوسائل الطبية الحديثة التعامل مع مقدمات الإرتعاج بطريقة تمنع حدوثه و تنقذ حياة الأم .
يُطلق على مقدمات الإرتعاج بالانجليزية لفظة (preeclampsia), الاسم العربى تسمّم الحمل أفضل تعبير عن المرض، إذ تعتري مجموعة من أجهزة الجسم تغيرات مرضية شديدة، نتيجة تعرضها لتأثير مواد يعتقد أنها تخرج من المشيمة، و تؤدي إلى انقباضات في الشرايين متوسطة القطر التى توصل الدم لهذه الأجهزة، و ينشأ عنها اضطراب في وظائف الدم و الكلى و الكبد.
أول أعراض هذا المرض هو ارتفاع ضغط الدم، و لذا فإن روتين عيادة الحوامل أن يقاس ضغط الدم في كل زيارة ، و عندما كانت متابعات الحمل تتم عن طريق الهاتف خلال أزمة وباء الكورونا، نُصحت الحوامل بالحصول على جهاز لقياس ضغط الدم ، بحيث يكون للحامل برنامج لقياس ضغط الدم مرة كل أربعة أسابيع حتى الأسبوع الثامن والعشرين، و مرة كل أسبوعين حتى الأسبوع السادس والثلاثين، ثم أسبوعيا حتى الولادة ، لو كان الضغط الإنقباضي مائة وستين أو الانبساطي مائة و عشرة ،يجب أن تذهب الحامل مباشرة للطوارئ، أما لو كان الضغط الإنقباضي أقل من ذلك و لكن أكثر من مائة وأربعين، والإنبساطى أكثر من تسعين، فننصح بإعادة القياس بعد أربع ساعات، فإذا لم يعد ضغط الدم الى المعدل الطبيعي، تعين عليها أن تراجع الطوارئ في الحال.
عادة ما يحدث تسمم الحمل بعد الأسبوع العشرين، يبدأ ظهوره بارتفاع ضغط الدم، ثم ظهور بروتين في البول، وقد تتفاقم الحالة فيحدث اضطراب في وظائف الكلية، وارتفاع في انزيمات الكبد، و نقص في صفائح الدم ، ثم اضطراب عام في قدرة الدم على التجلُّط ممّا قد يتسبّب في حالة نزف خطيرة. وهناك أعراض منذرة بحدوث الإرتعاج تجعل الطبيب يُعجل بالولادة.
لقد أمكن تفادي حدوث التشنجات باعطاء محاليل تمنع حدوثه ، و لكن انتهاء حالة المرض لا تتحقق إلا باتمام الولادة، إذا اضطر لتوليد الطفل قبل تمام الحمل تُعطى الأم أدوية تساعد الجنين على التكيّف مع الحياة خارج الرحم ، يتم اتخاذ وقت التوليد بحيث يحدث في مكان مهيأ لتقديم العناية المكثّفة للطفل والأم. و هذا قرار حرج يتم اتخاذه بعد استشارة فريق العناية بالحامل وأطباء التخدير وأطباء الأطفال.
SalehElshehry@