اجتماعية مقالات الكتاب

حكاية الحمل خارج الرحم «٢»

مع تحسن إمكانيات الأشعة الصوتية ، و خاصة تلك التي يتم إجراؤها من خلال الجهاز التناسلي، أصبح لدينا القدرة على تشّخيص وجود حمل داخل تجويف الرحم ، حتى قبل ظهور الجنين ، و يعنى ظهور آثار حمل داخل الرحم عملياً استبعاد تشخيص الحمل خارج الرحم ، و هكذا تم تقليل عدد عمليات المناظير التى نحتاجها للتأكد ، لكن بقيت نسبة من الحالات التي لا تظهر فيها آثار حمل داخل الرحم ، ثم يقوم الأطباء بعمل منظار فلا يجدون دليلاً على حمل خارج الرحم ، ثم يتبين بعد أيام ان هناك حمل صحى داخل الرحم أو إجهاض.

تناقص حجم المشكلة مع اكتشاف إمكانية عمل حساب رقمى لهرمون الحمل ثم إجراء الأشعة الصوتية بعد وصول مستوى الهرمون الى حد معين وليس قبل ذلك ، أدى الى اكتساب مزيد من الدّقة في تشخيص وجود حمل في مكانه الطبيعي داخل الرحم ، و يعنى عدم وجود حمل داخل الرحم هنا أن إجراء المنظار الجراحي سيكون في الوقت المناسب ، و قد قلّل هذا كثيراً من عمليات المناظير التي نحتاجها للتعامل مع شبهة وجود حمل خارج الرحم.

ومع الوقت، أصبح ممكناً متابعة نسبة الزيادة أو النقص في حساب هرمون الحمل للتفريق بين احتمالات ثلاثة : حمل في مكانه الطبيعي ،حمل خارج الرحم وحالات إجهاض. و زادت الدّقة بإدخال مستوى هرمون البروجستيرون في المعادلة . و هكذا أصبح ممكناً علاج بعض حالات الحمل خارج الرحم بعلاجات كيميائية آمنة دونما داع للجراحة أيا كانت.

كذلك تطورت إمكانيات المناظير وزادت مهارات الأطباء في استخدامها ، بحيث أمكن إجراء عمليات جراحية تتكفل بإنهاء الحمل خارج الرحم دون الحاجة الى فتح البطن ، و هذا يعنى أن هذه العمليات أصبحت من عمليات اليوم الواحد، و أصبح الشفاء أسرع بحيث تعود المريضة عاجلاً الى نشاطها الطبيعى.

الطب دائماً يسعى الى تطوير أدواته بحيث يصل الى التشخيص الدقيق مبكراً ، و يبتكر علاجات أكثر أمناً، وهذا ما يمكن تبينه من خلال ما عرضناه، رأينا أن التشخيص يتم في وقت مبكّر قبل حصول نزيف يؤثر على صحة الأم ، و كيف تتناقص عدد الحالات التى تحتاج إلى نقل دم ، و أمكن علاج عدد من الحالات بغير جراحة ، و أصبح عدد كبير من الجراحات لا يستدعى فتح البطن ممّا قلّل من تأثير المرض على عمل المرأة و إنتاجيتها.

وإتماما للفائدة، نذكر الأخوات اللواتي حدث لديهن حمل خارج الرحم ، بأن احتمالات تكرار هذا النوع من الحمل تزداد لديهن. و بالتالى بمجرد حدوث مؤشرات للحمل ،يُنصحن بالتواصل مع أطبائهن لتحديد مكان الحمل مبكّراً ، فهذا كفيل بإبعادهن عن المخاطر ، و يعني أيضا توفير الوقت و المال و المحافظة على الصحة.

SalehElshehry@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *