اجتماعية مقالات الكتاب

السادة النساء

ليس (هاشتاق) جديد، ولا حملة لنُصرة المرأة، ولا هو خطأ لغوي، إنها عبارة أرى أنها يجب أن تطلق على عدد كبير من نساء هذا العصر، ليس انتقاصاً بل وسام إستحقاق حقّقته نساء العالم بوجه عام ونساء المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة بشكل خاص. وبين مؤيد ومعارض لهذه النهضة النسائية من بنات جنسي ، تاهت معالم النجاح وتوارت تحت لافتات أطلقت من القلة منهن، (الخير يخصّ والشر يعمّ كما يُقال) وهذا ما جعل التعميم بتمرّد المرأة السعودية ورغبتها في الخروج عن الإطار الصحيح. إلا أن الحقيقة أنها كانت تسعى إلى الحصول على إستقلاليتها دون المساس بتكوينها الأنثوي ومسؤولياتها الأساسية.

أذكر في هذا الصدد حواري مع أحد أساتذتي الذي أشار في حديثه إلى ما آلت إليه النساء مؤخراً، وقد خصّ بالقول نساء الأجيال الثلاثة الحالية، وكان النقد موجهاً إلى التقصير وعدم تحمّل للمسؤولية وأنانية طغت على شعورهن بواجباتهن، إلا أنني كانت لي وجهة نظر أخرى بعيداً عن كوني امرأة منبعها النساء من حولي من نفس الجيل الذي تطرق له أستاذي الفاضل، فكان ردي أنني لا أرى تلك النظرة المتشائمة تجاه النساء في عالمي بل العكس تماماً فبجانب ما تتحمله سيدة هذا الجيل من واجبات زوجية وأمومة ، هي أيضا أصبحت متميّزة في عملها، ناهيك عن  قيادتها لمركبتها التي على إثرها شاركت زوجها في مسؤوليات خارج المنزل.

وللتوضيح ، لم يكن هذا التحمّل للمسؤوليات المضافة في صورة عبء كما يصوّره البعض، بل قناعة بأنها تستطيع أن تكون في كل تلك المواقع دون أن يحدث خلل في أولوياتها وإهتماماتها، مع الحفاظ على أوقات الترويح عن النفس بآلية لا تضر سير الحياة الروتينية المتفق عليها داخل الإطار الأسري مع شريك حياتها.

ما أقوله ليس منبعه المثالية أو تصوير الحياة بمقياس المدينة الفاضلة ، بل واقع قريب جداً من كل واحد منّا لو أننا أمعنا النظر داخل الدائرة الصغيرة المحيطة بنا من العائلة، أما لو نظرنا بصورة أشمل ستكون النتائج أكبر، وبالمقابل فإن تلك النماذج الذي ذكرها أستاذي موجودة أيضاً، إلا أنها لا تشكّل الأغلبية، ما أقوله ليس مبني على إحصائيات حتى أقنعك سيدي القارئ إلا أنني أحمل قصصاً حقيقة إن رغبت في التعرّف عليها فلا تذهب بعيداً بل إسأل من معك عن زوجته أو إبنته أو أخته أو حتى أمه من نفس الحقبة وستذهلك الإجابة.

هناك شرط مهم حتى يتحقّق هذا التوازن ، وهو إدراك الأدوار لكل الأطراف وعدم إسناد الدور كاملاً لبطل واحد، والحياة بصفة عامة لا تستمر بمركزية الأدوار فلكل مخلوق وظيفته التي جاء من أجلها إلى هذا الكون وحتى لا نميل لطرف دون الآخر وتكون عبارة السادة والسيدات في مكانها الصحيح.

@eman_bajunaid

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *