إستمتعت بحديث طبيب نفسي يملك خبرة وتخصصاً في العلاج النفسي أكثر من ثلاثين سنة، يقول فيه: إنه استطاع مساعدة كثير من العملاء، ورغم ذلك لم يصل إلى فهم عمق نفسه البشرية، لكنه طول مسيرته يحاول وما زال الوصول إلى الشعور بالقيمة والقدرة على إدارة مشاعره، كما قال .
في تلك اللحظات تذكرت الآية القرآنية: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، وأن هذه النفس البشرية معجزة، لها قيمتها الذاتية التي لا تُصنع بل تحفظ وتقدر وتحترم، لذلك كرّمها الله وميّزها عن سائر المخلوقات، حيث يقول: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ). يقول اريكسون: (نولد ولدينا الشعور بالقيمة والكرامة، وأننا نجاهد ونسعى للنمو لأننا نشعر بقيمتنا، وليس من حق أحد أن يسلبنا ذلك).
قيمتنا لا علاقة لها إطلاقًا بعدد الأصدقاء أو الممتلكات أو الألقاب أوالمناصب أو الحالة الاجتماعية أو عدد المتابعين أو الأشكال أو غيرها ممّا هو خارج ذاتنا. بمعنى كلما شعرنا في العمق بأن لنا (قيمة) ضعف تعلّقنا بكل ما حولنا، وارتقت النفس عن الشعور بالتعالي أو الدونية، وتعزّز الشعور بالثقة والإستحقاق.
لا شيء يستطيع أن يسرقنا هذه القيمة، فهي ثابتة حية بداخلنا بينما نركض في البحث عنها في الخارج فيصيبنا الخذلان والصدمات، وخيبات الأمل.
يقول الكاتب أنيس منصور: (قيمتك ليست في عيون الناس، بل هي في ضميرك، فإذا ارتاح ضميرك ارتفع مقامك). عدم الشعور بالقيمة يؤخر عنك الفرص واحتمالات العيش في الحياة بطمأنينة.
يقول راشد الماجد ”
واللي مايعرف قيمتك .. خله يموت من الكمد
من راح من كيفه يروح .. مافيه غيره في البلد
مادامه اختار الفراق ..وفضّل بعاده وابتعد
فاصلة:
القيمة الذاتية غير المشروطة ،طريقة للخروج من النقد الذاتي والعار والسلوك غير الصحي.
إنها طريقة للخروج من الإكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات.
لقد حان الوقت لكي نبني قيمتنا على حقيقة أننا بشر قيمتنا تستمر حتّى عندما لا تسير الحياة كما كنا نأمل.
Faheid2007D@
