اجتماعية مقالات الكتاب

حرب السعودية على المخدرات

في إطار الحرب التي تشنّها المملكة -حفظها الله- وقادتها وكل مسؤول ومواطن مخلص على المخدرات والسموم في السعودية ،سيكون يوم 1/1/ 1445 هجرية ، يوماً مفصلياً وتاريخاً حاسماً في حياة السعوديين إذ قررت الدولة أعزها الله بقيادة حكيمة ورؤية مستقبلية مشرقة ، تكليف الجهات المختصة بإجراء الفحص الشامل على تعاطي المخدرات لكل موظفي الدولة في القطاعات العسكرية والقطاعات المدنية سواء الحكومية أو الخاصة ولا يُستثنى من هذا الوضع أياً كان.

وكما هي الحرب على الفساد المالي والإداري ، ستكون الحرب على السموم المخدّرة والتي بسببها ضاعت حياة شباب ،وتفكّكت أسر ودُمّرت بيوت.

هذا القرار حقيقةً من أروع القرارات فتلك هي السعودية القادمة للعالم بقوة ،والتي وضعت من أهم أهدافها جودة الحياة للوطن والمواطن ،وقررت السير في هذا الطريق حتى النجاح التام بإذن الله، وكم نتمنى أن يتم فحص المخدرات أيضأً للمقبلين على الزواج وأن يكون شرطاً لدخول الجامعات، والتعيين في المدارس ، وأن تكون فحوصات دورية ذلك أن المخدرات هي التدّمير الشامل للإنسان وللمقدرات البشرية والمادية.

المخدرات هي الآفة التي تفتّك بالراحة والسعادة وبالعقل ، لذا فالحرب عليها واجبة ،ولا يكفي أن تقوم بها الجهات المختصة دون تكاتف الجميع ، فإذا قامت بها الداخلية ، لن تسقط عن بقية أفراد المجتمع عموماً وخاصةً أهل التربية والتعليم جميعاً.
الحرب على المخدرات تحتاج جهوداً مخلصة مكثّفة أمينة لا يثنيها خوف أو تردّد حمايةً للوطن وأهله وللأجيال الذين هم العتاد وهم الأمل والطموح.

كيف نسمح للمخدرات أن تتسرب إليهم؟ كيف نسمح للشر أن يتمكّن من إخوتنا أو جيراننا أو من نحب ومن لا نحب ، وحتّى من نكره ،لا نتمنى أن يقع فريسة للمخدرات.

مروجو المخدرات والمتاجرون بها هم أناس مجرمون مفّسدون في الأرض ، ومحاربتهم شرف والتبليغ عنهم واجب ديني ووطني، أما ضحاياها من المتعاطين، فليسوا بمأمن من العقاب والتبليغ عنهم فيه خير لهم بنجاتهم بإذن الله منها ،فالدولة قد أمّنت لهم
المستشفيات ، والمختصين الذين يأخذون بأيديهم لبرّ السلامة والأمان . وهنا حقيقة يقع على الأهل جانب كبير من المسؤولية في متابعة أبنائهم وبناتهم ومراقبة سلوكياتهم وتصرفاتهم وصحبتهم والتواصل المستمر مع مدارسهم وجامعاتهم.

كما يقع على المدارس والجامعات مسؤولية مماثلة في ملاحظة الطلبة والطالبات وسلوكهم وأساليب تعاملهم ،والتبليغ عن أي حالات مشكوك بها وتكّثيف التوجيه وحسن الرعاية، فدور المدارس والجامعات يتعدّى حدود التلّقين أو الشرح لمنهج مقرّر ننتظر الإنتهاء منه.
ولو كان دورهم يقف هنا ، لما إستغفر لهم كل من في السموات والأرض حتى الحيتان في البحر تستغفر لهم إنهم معلمو الناس الخير كما في الحديث الصحيح.وأي خير أكثر من تقّوية صلة الشباب بالله وتوّجيههم لما ينفعهم وصرفهم عمّا يضرهم.
نسأل الله السلامة من المخدّرات لأنفسنا ومجتمعنا وجميع البشر:
اللهم إحفظ أبناءنا وأبناء المسلمين من كل سوء.
اللهم وفّق القائمين على محاربة المخدرات وحقّق أهدافهم ووفّق الجميع للتعاون معهم ومساندتهم .
ودمتم بخير.

@almethag

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *