الفن حوار

المخرج كريم العدل لـ(البلاد): على الدراما أن تزعج المرتاحين .. و أن تريح المضطربين!

تصدر مسلسل “أزمة منتصف العمر” محركات البحث على جوجل والسوشيال ميديا، حيث أثار الجدل وأحدث ضجة عارمة  منذ عرض الحلقات الأولى ، وأشاد به النقاد ، بسبب قصته التي تتسم بالجرأة و تعتبر خارج الصندوق ، وأحداثه غير المتوقعة ، و الأداء القوي لأبطاله، الفنانة ريهام عبد الغفور والفنان كريم فهمي وعددا كبيرا من نجوم الدراما المصرية ، والإخراج المتميز لـ كريم العدل الذي جعل المشاهد يترقب عرض الحلقات القادمة للمسلسل في أقرب وقت ممكن، لذا التقينا بالمخرج كريم العدل ليحدثنا أكثر عن العمل..

هل توقعت نجاح المسلسل و ردود فعل الجمهور بهذه السرعة منذ الحلقات الأولى؟

في الحقيقة لم نكن نتوقع ردود الأفعال من البداية.. توقعنا حالة الجدل بالتأكيد، و توقعنا ان ردود الأفعال سوف تبدأ بالظهور بعد مرور منتصف المسلسل على اقل تقدير.. و لكن الحمد لله فوجئنا برد فعل قوي بعد عرض الحلقة الأولى و الثانية.

كيف كان شعورك تجاه رد فعل الجمهور وتعليقاته على السوشيال ميديا؟

بالتأكيد شعرنا جميعا بالسعادة و الخوف و القلق في نفس الوقت .. القلق من ما هو قادم، و نتمنى ان يظل المسلسل على نفس المستوى بالنسبة للجمهور حتى آخر حلقة .

لم تشعر بالقلق في البداية قبل البدء في المسلسل من جرأة الفكرة او من رد فعل الجمهور؟

هناك جملة دائما ما ارددها، و ستجدونها مكتوبة على صفحتي على الفيسبوك و هي “Drama should always Disturb the comfortable, and comfort the disturbed” و معناها بالعربية “على الدراما ان تزعج المرتاحين، و ان تريح المضطربين” ..انا لست من أنصار دفن رؤوسنا بالرمل

و ان نغمض عينينا عن ما يحدث بالمجتمعات بشكل عام… و بالطبع كان هناك بعض التخوف،

و لكن ليس بالقدر الذي يمنعني بالتحدث في تلك الأمور الشائكة.. و كيف لنا ان نعرف رد فعل الجمهور اذا لم نضع أولا المشكلة امامهم؟ انا أؤمن ان الفن من حقه ان يناقش أي فكرة او مشكلة و يطرحها، حتى نتمكن من حلها، و ليس الحل ان نغض النظر عنها .

ما هي أصعب المشاهد في المسلسل؟

كان هناك العديد من المشاهد الصعبة… و لكن اصعبهم هو المشهد الأخير في الحلقة الرابعة حين يعترف عمر بشعوره نحو فيروز.

حدثنا كيف كان العمل مع الفنانة ريهام عبد الغفور و الفنان كريم فهمي؟

العمل مع الفنانة ريهام عبد الغفور كان ممتعا بكل معني الكلمة، فهي فنانة من الطراز الرفيع و موهبة تمثيلية صعب ان تجد مثلها، استمتعت بالعمل معها و اكتسبت ممثلة رائعة و صديقة مقربة و أتمنى تكرار التجربة بالتأكيد.. أما كريم فهمي، فنحن أصدقاء منذ العديد من السنوات، و لكن لم نعمل سويا من قبل سوى بعض المشاهد القليلة كضيف شرف في مسلسل “ريح المدام”، و لكن في “أزمة منتصف العمر”، كريم فهمي لم يكن ممثلا فقط، بل كان معي كمؤلف أيضا.. فكنا نكتب سويا حلقات المسلسل كلها… و كانت جلسات الكتابة اكثر من رائعة، و اكتشفنا الكيميا الفنية التي بيننا.. و انا اعتقد ان كريم كممثل، مازالت لديه طاقات لم تظهر للجمهور بعد، و أتمنى ان اكون قد استطعت ان اظهر بعض تلك الطاقات بالمسلسل، و لكن بالتأكيد هو لديه المزيد.. و بالتأكيد ايضا اننا سنعمل سويا في القريب العاجل.

كان هناك تعليقات حول تشبيه العمل بالمسلسل التركي العشق الممنوع ،،كيف ترى فكرة تعريب المسلسلات او تناول الفورمات بنسخ أخرى؟

صراحة، انا لم اشاهد العشق الممنوع، و نفس الشيء ينطبق على كريم فهمي و احمد عادل كاتب القصة، و لكن فهمنا من الناس ان وجه التشابه الوحيد هو العلاقة المحرمة او الممنوعة بشكل او بآخر.. و بالتالي هو موضوع موجود في كل مكان و كل البلاد.. و من حق اى شخص ان يتناوله بطريقته الخاصة.. اما عن فكرة التعريب او تناول الفورمات، ف أنا لست ضدها على الإطلاق.. و يوجد العديد من الأعمال الفورمات التي لاقت نجاح كبير.. مثل مسلسل جراند اوتيل، او سوتس بالعربي… و احب ان اشاهدها و استمتع بها كمتلقي… و لكن لا أحب ان اكون صانعها.. فأنا احب ان اصنع اعمال أصلية وليدة مجتمع اعرفه و أفهمه جيدا .

هل ترى ان الاوف سيزون اصبح افضل لنجاح المسلسلات من عرضها في شهر رمضان ؟

بكل صراحة انا لا احبذ العمل في الموسم الرمضاني، فالموسم الرمضاني يشكل ضغط هائل على الصناع سواء بدنيا او نفسيا.. و بالتالي دائما ما تجد الاعمال الرمضانية تبدأ بشكل رائع ثم يبدأ مستواها بالتراجع علي مدار الحلقات.. و عادة ما ينتهي بشكل لا يرضي الجمهور.. على عكس مسلسلات الأوف سيزون، فهي تعطي الصناع مساحة اكبر للإبداع و الوقت الكافي لإنهاء العمل بشكل جيد.

وهل اصبح افضل أيضا لنجاح المسلسل ان تكون عدد حلقاته قليلة؟

كلما قلت عدد الحلقات، كلما كان العمل متماسك اكثر و ايقاعه مشدود بلا مط أو تكرار.. و بالطبع هذا أفضل على كل المستويات.

من وجهة نظرك كيف ساهمت المنصات في بزوغ العديد من المواهب سواء فنانين ومخرجين وكتاب؟

المواهب الجيدة متواجدة حولنا في كل مكان.. و لكن المنصات اهتمت بظهور تلك المواهب بشكل جيد بسبب عدد حلقاتها القليلة و جودة الاعمال نفسها.. فرأينا مثلا الفنانة ركين سعد في مسلسل “ريفو” على منصة واتش ات تألقت و أصبحت من النجوم الشابات التي تستطيع ان تصبح بطلة عمل، و رأينا مؤلف مثل محمد هشام عبية، مؤلف مسلسل “بطلوع الروح” على منصة شاهد.. و غيرهم الكثيرين الذين تألقوا و ابدعوا في جميع الأقسام بسبب وجود تلك المنصات و المسلسلات القصيرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *