اجتماعية مقالات الكتاب

هل نخطط للمستقبل؟

هناك مثل يقول: “أولئك الذين يفشلون في التخطيط، يخططون للفشل”، ليس سراً أن جزءاً كبيراً من جيل الشباب قد يعاني من الفشل في التخطيط للمستقبل، خصوصا أننا نعيش في عالم كثرت فيه المغريات والتطور التقني الذي شتت الانتباه.

إن تحديد الأهداف جزء مهم من تحقيق النجاح، كما أن وجود رؤية واضحة والعمل على تحقيقها يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً في تحقيق الأهداف. وبدون التخطيط، قد ينتهي الأمر إلى الفشل في تحقيق الأهداف، وفي الوصول إلى استغلال الإمكانية الكاملة للفرد.

كثيراً ما كنت ألتقي بمجموعة من الشباب، واسألهم عن خططهم وأهدافهم، واجد أن الغالبية العظمى منهم بلا أهداف أو خطط. ‏منهم من يقول “خليها على الله، أنا أعيش كل يوم بيومه”، آخرون يقولون: “ليس هناك أهداف ولكن إن كانت هناك مفاجآت من أي نوع، أتعامل معها في حينها”. ‏أما أطرف الإجابات، فكانت لأحدهم حين قال: إن الرؤية لديه دائماً ضبابية، وأن مستوى الرؤية لخطط المستقبل لا يتجاوز 10 أمتار.

‏أتذكر أنا شخصياً قبل سنوات عندما قررت صعود قمم الجبال السبع حول العالم، وضعت خطة ‏واضحة وجدولاً زمنياً محدداً لإنجازه، واختل قليلاً بسبب جائحة كورونا، ولكن استطعت إكمال صعود القمم كلها بما فيها القمة الأشهر والأخطر في العالم قمة إيفريست. ‏وما كان هذا ليتم لولا أنني وضعت الخطة الواضحة الطويلة والقصيرة الأمد لتحقيق هذه الأهداف بشكل متسلسل. ‏ما كان مستحيلاً في الماضي تم إنجازه حالياً بسبب التخطيط الجيد.

عند التخطيط مسبقاً، من المهم الاستمرار في التركيز على الأهداف وعدم الانشغال بأشياء جانبية قد تظهر على طول الطريق. على الفرد أن يتأكد أن كل ما يفعله يساعد على الاقتراب من تحقيق تلك الأهداف، وإذا كان هناك شيء لا يساعد على تحقيق ما نخطط للقيام به، فقد يكون من الأفضل تجنبه تماماً. سيضمن ذلك أنه عندما يحين وقت مراجعة مستوى التقدم الذي أحرزته في نهاية العام، ستكون قد قطعت خطوات كبيرة نحو تحقيق ما كنت تخطط للقيام به.

‏وأهم جزئية في التخطيط هي أن تكون واقعية وأهداف قابلة للتحقيق. ‏أذكر في أحد المرات أن أحدهم أتى للاشتراك في النادي ‏قبل شهر رمضان، وكان من ذوي الأوزان الثقيلة، ‏وقال بكل حماس أنه يخطط لخسارة 25 كيلوجراماً من وزنه في شهر واحد. ‏أجبته أنه من المستحيل جداً خسارة هذا في شهر. إلا أنه أصر أن هذا الهدف قريب المنال ويسهل تحقيقه. ‏وانتهى به المطاف أن توقف بعد أسبوعين عن الحضور للنادي، ‏وأظنه قد زاد وزنه بعد تلك الفترة.

‏وسواءً كان الأمر يتعلق بالترقية في العمل أو الثراء أو اكتساب مهارات جديدة، ‏فإن تحديد أهداف واقعية قصيرة المدى وطويلة المدى تساعد على ضمان أنه كل يوم يقربنا خطوة من تحقيق ذلك الهدف، ‏ويضمن أيضا أننا نبقى على المسار الصحيح، وأننا نتلمس شيئاً ملموساً من الأهداف، ونستطيع تقييم مستوى الإنجاز.
‏ ‏إن الفرد بلا أحلام هو بلا مستقبل ولا أهداف، ومن لا يخطط للمستقبل سيفشل، ومن يفشل سوف يصبح عالة على المجتمع، وعالة على أسرته، وعالة على نفسه.

jebadr@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *