البلاد- متابعات
كشف مجمع “إرادة والصحة النفسية” بالرياض عن أن اضطراب “فرط الحركة وتشتت الانتباه” يصيب الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، ونسبة الإصابة به تبلغ ما بين 3% إلى 5% على المستوى العالمي.
وأوضح أن هذا الاضطراب متكون من شقين، (فرط حركة)، ينتهي بانتهاء فترة الطفولة، و(تشتت انتباه) قد يستمر حتى الكبر، وتظهر أعراضه في الاندفاع والهياج وتشتُّت الانتباه، وينتج عنها وقوع المزيد من الحوادث والإصابات بجميع أنواعها، والميل إلى عدم تقدير الذات، والفشل الأكاديمي والوظيفي، والتعرض لتزايد خطر تعاطي الكحول والمخدرات وغيرها من السلوكيات المنحرفة.
وبين المجمع أن هناك عددا من العوامل التي تزيد نسبة الإصابة بهذا الاضطراب تأتي على رأسها الوراثة، إضافة إلى التعرض للسموم البيئية مثل التعرض لمستويات عالية من الرصاص أو الزئبق أو مبيدات الكلوربيريفوس أثناء الحمل أو في سن مبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، ونقص الأكسجين أثناء الحمل والولادة، والتدخين، وشرب الخمور أو تعاطي المخدرات أثناء الحمل.
من جهتها شددت البروفيسور المساعد واستشارية الصيدلة الإكلينيكية في مجمع إرادة بالرياض، الدكتورة هديل بنت فخري دغش، على أنه لا يمكن اعتبار الطفل مصاب بتشتت الانتباه إلا عندما يكون غير قادر على تأدية مهامه اليومية في المنزل والمدرسة بشكل مستمر.
وأضافت أنه من بين هذه التصرفات عدم الاهتمام بالتفاصيل والوقوع في الكثير من الأخطاء بسبب الإهمال، وصعوبة الحفاظ على التركيز والانتباه، واتباع التعليمات والتوجيهات، والترتيب والتنظيم أو الحفاظ عليهما، إضافة إلى عدم الانصات لمن يتحدث معه، وسهولة تشتيته، وكره وتجنب المهام التي تطلب جهد عقلي وتركيز مستمرين، وفقدان الأدوات بسهولة، ونسيان الأنشطة والمهام اليومية، أو التنقل من نشاط أو مهمة إلى أخرى دون إنجاز أي منهما.
فيما تتمثل أعراض فرط الحركة في الصعوبة في البقاء جالسًا لمدة طويلة، والركض والتسلق كثيرًا وفي أي مكان، والثرثرة والتحدث كثيرًا، والعبث باليدين والقدمين كالتأرجح أثناء الجلوس على الكرسي، وصعوبة المشاركة في الأنشطة بهدوء، الملل بسرعة، والاندفاعية، إضافة إلى عدم التفكير والاهتمام بعواقب الأمور أو الخوف منها، والتهور والمشاركة في الأنشطة الخطرة دون تردد، وعدم القدرة على كبت ما يريد قوله بغض النظر عمن يتحدث معه.
وأكدت الدكتورة هديل دغش أنه من الصعب تشخيص الطفل الذي لديه فقط بعض من الأعراض المشابهة، بل لا بد من تقييم شامل للحالة على يد طبيب مختص، وفي حال ثبتت الإصابة يخضع الطفل إلى البروتوكولات العلاجية المتبعة، والتي يكمل بعضها بعضًا، وتشمل، العلاج الدوائي، والعلاج السلوكي والتربوي.