قد اشرنا في مقال سابق الى علاقة هبوط أعضاء الحوض بالولادة، وهذا الهبوط له درجات، أغلبها مما لا تعاني منه المرأة ولا تحس به، ولكن بعضها قد يكون مزعجاً، احياناً يصعب التحكم في البول، ويحدث هذا عندما يكون الهبوط في جدار المهبل الأمامي الذي يجاور المثانة البولية.
أما هبوط الجدار الخلفي للمهبل فقد تشعر المرأة بوجود ما يشبه الانسداد في قناة المستقيم، أو وجود كتلة مزعجة في المهبل، وقد يصبح تفريغ الأمعاء من البراز صعباً بحيث تحتاج المريضة الى استعمال الأصابع للضغط على المستقيم خلال المهبل، عدد قليل يعانين من عدم تمام التحكم في إخراج البراز، او في خروج الهواء من المستقيم وخاصة عند الانحناء كما يحدث عند الركوع أو السجود. بعض الأزواج يشتكون ازعاجاً في العلاقة الجنسية.
للأسف يجري الترويج أحياناً لعمليات ترميم العجان على أنها ضرورة للعلاقة الزوجية الجنسية رغم عدم تصاحب ذلك مع أي من الأعراض السابقة، وهو أمر تعتريه مبالغات، إذ انه ليس حلاً لعدم التوافق الزوجي و ليس بديلاً عن الثقافة الجنسية الصحيحة.
نسبة كبيرة من السيدات اللواتي يشتكين لا يختلفن عن أخريات في وجود درجة من درجات الهبوط، ولكن الشكوى نشأت من حصولهن على معلومات غير دقيقة فهمنها غالباً من وسائل التواصل الاجتماعي، وتلك الوسائط تبالغ في عرض حلول لمشكلات لم يسبق للكثيرات انزعاج منها.
يتبع الأطباء خطوات في العلاج، تركز في المراحل الاولى على تقوية عضلات الحوض، وهناك أساليب لذلك يتبعها اخصائيو العلاج الطبيعي، كما تُنصح المريضة بمعالجة الحالات التي تجعلها تتعنى عند الإخراج كالسمنة، والتهابات الصدر المتكررة التي تؤدي للكحة المزمنة والتي تنتشر بين المدخنات، والامساك.
وفي حال فشلت العلاجات التحفظية تصبح الجراحة هي الحل، اختيار الجراحة يعتمد على الأعراض والمنطقة التي يسودها الهبوط، عادة ما يقوم الطبيب باستئصال بعض الأنسجة المترهلة، وفي حالات ترميم العجان يعيد ترتيب عضلات الحوض لتفصل بين قناتي المهبل والمستقيم وتمارس عملها الوظيفي لدعم العضوين. يقترن الأمر بهبوط الرحم في بعض الاحيان، ويحدث هذا في مرحلة متقدمة من العمر، تكون السيدة فيها قد أتمت وظيفتها التناسلية، هنا يُنصح باستئصال الرحم، وتتم ذلك على الأغلب عن طريق المهبل. كما أن هناك عمليات اخرى في حالة عدم لياقة صحة المرأة للجراحة.
أكثر ما يحتاج الطبيب الى التأكد منه، هو ألا يكون اللجوء الى العملية باعتبارها علاجاً لبعض الإشكالات المتوهمة في العلاقة بين الأزواج، أو نتيجة لترويج اعلاني يؤدي كما تؤدي الاعلانات التجارية الى خلق حاجة لا ضرورة لها.