اجتماعية مقالات الكتاب

النضج العاطفي

مما لا يخفى علينا ان نضج الشخص هو اكتمال نموه العقلي واكتسب الخبرات اللازمة التي أهلته الى النضوج، اما النضوج العاطفي فهو قدرة الشخص على التكيف الايجابي والمرور بسلاسة بين مجريات الحياة وأحوالها وقبولها بشكل ايجابي وخلق الفرص الجديدة لذاته عوضًا عن التي لم تنجح.

في كثير من التعاملات الاجتماعية نسمع عن بعض الاشخاص انهم ناضجون عاطفيًا وقد نكتشف ذلك من خلال تعاملنا معهم ويبهرونا بتعاملاتهم المثالية واحتوائهم لمختلف المواقف.

فهل توارد الى اذهاننا كيف اكتسبوا هذا الكم الهائل من الرصانة والتحكم في زمام الامور؟.
ان النضج العاطفي ليس بالامر الصعب ويمكن لأي فرد ان يكون ناضجًا وذلك من خلال تمرين ذاته على فهم مشاعره وفهم مشاعر الاخرين وتقبلها والتدرب على الهدوء والاتزان في رحلة السير بين مختلف المواقف الحياتية والظروف والمعيقات والمتغيرات جاهدًا المرور بسلام والتكيف معها بل وتحويلها من متغيرات معيقة الى موارد ايجابية.

ولا يتم ذلك الا من خلال الوعي التام حول ماهية مشاعر الفرد لان هذا يمنح للفرد قدرة عظيمة في مقاومة كافة الضغوط المحيطة والسيطرة على عواطفه والثقة بذاته وبقدراته ووضع الحدود الصحية مع الاخرين وتقبل وجهات نظر الاخرين وتفهمها وتحمل مسؤولية الاخطاء والتعلم منها.
ان حقيقة النضج العاطفي تكمن في تقبل الجوانب القاسية في الحياة والاستمرار في التقدم بالرغم من هذا حيث ان الحياة ليس لها لون واحد وهي متغيرة على الدوام والتعامل معها على اساس تغيراتها المفاجئة والثبات فيها من اهم الاسباب التي تجعل الفرد ناضجًا مدركا ومحكم الرأي.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *