اجتماعية مقالات الكتاب

حملة «لا تعطهم»

معروف عن كرم وعطاء المجتمع السعودي لكل شعوب الأرض، وحب الشعب السعودي للعطاء والمشاركة بسخاء لن تجد له مثيلا عند أي شعب من شعوب دول القارات كلها.

وأكبر الأدلة والشواهد على ذلك، ما نراه في شهر رمضان المبارك من خلال موائد الإفطار في ساحات الحرمين الشريفين بمكة المكرمة والمدينة المنورة، الى جانب مساجد الاحياء السكنية في جميع مدن المملكة. نعم، يبذلون ما لديهم من مال وطعام تقربا الى الله وذلك حسب التوجيه الرباني المتمثل في قوله تعالي (انما نطعمكم لوجه الله لا نريد جزاء ولا شكورا). هناك من يستحق هذا العطاء والكرم والجود، ولكن في المقابل هناك من استغل مكرمة المجتمع السعودي والانسان السعودي بصورة سيئة.

ودعوني أسرد لكم هذه القصة التي أخبرني بها أحد الأصدقاء،والذي قال كان هناك رجل وافد يعيش في أحد مدن المملكة ومعه زوجته واطفاله. مات الرجل وقام اهل الخير بكفالة الارمل والايتام. بعد فترة زمنية ذهبت الام الى دولتها واستطرد ذلك الصديق بقوله: انه اعتاد الذهاب للسياحة الى تلك الدولة التي تنتمي اليها تلك المرأة الارمل، وفي أحد تلك السفرات قرر زيارتها والاطمئنان على احوالها، وكانت المفاجأة إن المرأة الارمل التي اعتادت الحضور الى المملكة “خاصة في شهر رمضان ” والذهاب الى بيوت الاسر السعودية والشكوى لتلك العوائل عن احوالها السيئة، خاصة انها تقوم تلك الزيارات ــــ وهي في حالة ” يرثى لها ” ـــ ومن ثم تقوم بأخذ الصدقات من تلك البيوت، رغم انها تعيش في دولتها بمنزل واسع جدا يحتوي على فرش فاخر الى جانب انها تمتلك شقتين فاخرتين في إحدى المدن الساحلية المشهورة جدا في تلك الدولة الى جانب شقق “تمليك ” في مدينة أخرى وهي ـــ وفقا لقول ذلك الصديق .

أيضا، لدي قصة أخرى ترويها لي والدتي ألبسها الله ثوب الصحة والعافية، حيث إنها اعتادت الذهاب الى مسجد قباء لصلاة فريضتي المغرب والعشاء ودوما تجلس بين الفريضتين في المسجد ، وكانت تشاهد امرأة وافدة تتنقل بين النساء وهي تبكي وتشكو سوء حالتها المادية والعائلية وان زوجها الوافد يعاني من المرض ولا يستطيع العمل وإن لديها عددا كبيرا من الأطفال لا اريد ان اكتب بقية القصة لأنها معروفة النهاية، باختصار، لابد ان يدرك الانسان السعودي الكريم انه أصبح للأسف مطمعا من قبل جنسيات وافدة اعتادت على التسول بيننا خاصة في رمضان وهم يعيشون حياة من الرفاهية التامة في بلدانهم وهم أيضا ليسوا من اهل الصدقة والزكاة. نعم، لا بد ان يعلم الانسان السعودي ان هناك العديد من الجمعيات الخيرية القائمة في مدينته “مثل منصة احسان وغيرها العديد وهي تقوم بمهام إيصال أموال الزكاة والصدقة الى أهلها وتشرف عليها العديد من الجهات الحكومية بكل امانة واخلاص.
استشاري وباحث في الشأن الصحي

drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *