اجتماعية مقالات الكتاب

أطفالنا ركيزة مستقبلنا

اتفق تماماً مع الدكتور فاروق عبدالسلام -وهو أحد أساتذتنا الأفاضل في الدراسات العليا بجامعة أم القرى- بأن الأطفال هم عماد المستقبل وذخيرة الأمة وعدّتها وعتادها إذا أحسنّا تربيتهم بالطريقة السليمة وأجدنا صناعتهم بالأساليب الصحيحة. لأن أطفال اليوم هم رجال الغد، ويظلّ من الأهمية القصوى العناية بهم مبكراً من قبل الوالدين ورعايتهم بصورة دائمة والاهتمام بصحّتهم الجسمية والنفسية بصورة جيدة وتعويدهم على الفاعلية والانتماء والالتزام وتحمّل المسؤوليات ومتابعة نموهم المعرفي والعاطفي لتحقيق التطور الطبيعي والتوافق الاجتماعي والاندماج وبناء العلاقات الجيدة..

والحرص كذلك على تنشئتهم التّنشئة الصالحة من قبل الأسرة ومن بعدها المدرسة لإعدادهم للحياة بكافة جوانبها الاجتماعية والعلمية والعملية والاقتصادية والأمنية والسياسية. وبما يمكّنهم من خدمة أنفسهم وأسرهم ومجتمعاتهم وأمتهم والبشرية بشكل عام، يواصلون العطاء ويساهمون في النماء وفق المفاهيم المثلى. ذلك لأن التّنشئة الاجتماعية هي العملية المستمرة التي تشكّل الفرد منذ مولده وتهيّوئه للحياة المقبلة التي سيتفاعل فيها مع الآخرين. وتبقى من أهم العمليات تأثيراً على الأطفال في مختلف مراحلهم العمرية .. لدورها الأساسي في تشكيل شخصياتهم وتكاملها. فمن خلالها يتم اكتساب العادات والتقاليد والاتجاهات والقيم السائدة في بيئتهم الاجتماعية التي يعيشون فيها.

حيث تقوم المدرسة بدور التربية والتعليم، وأيضاً التنشئة ونقل الثقافة وتوفير الظروف المناسبة لنمو الأطفال جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، ويتضاعف دورها مع دور الأسرة أمام الغزو الثقافي الذي يتعرّض له أبناؤنا حالياً من خلال وسائل الإعلام والاتصال المختلفة التي تتطلّب جهوداً مدروسة ومستمرة من المؤسستين وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة للتصدّي لكل ما يخلّ بالدين الحنيف والأخلاق الحميدة والقيم الأصيلة والتقاليد المرعية فنحن أمام سيل كبير من البرامج المسمومة التي تستهدف الأجيال، تتطلّب تعاوناً كبيراً من الجميع بوضع البرامج الهادفة وإعداد البدائل المناسبة لحماية أطفالنا وبناء مستقبلنا على ركائز قوية.

alnasser1956@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *