اجتماعية مقالات الكتاب

موانئنا .. والرحلات السياحية البحرية داخلياً

ذكرني الخبر المحلي المنشور على الصفحة الأخيرة من هذه الجريدة بتاريخ 19/ 12/ 1442هـ بعنوان (افتتاح أول محطة سفن “كروز” بميناء جدة والذي تعلوه صورة السفينة العملاقة (بيليسيا) والتي ستنطلق من ميناء جدة الإسلامي بداية من 30 يوليو الجاري حتى 30 اكتوبر 2021م في سلسلة رحلات سياحية فاخرة على مدى 3 و 4 ليالٍ، وتصل إلى العقبة في الأردن وسفاجا في مصر).

وكانت الهيئة العامة للموانئ (موانئ) وشركة كروز السعودية قد افتتحت أول محطة (لسفن الكروز) في ميناء جدة الإسلامي بحضور عدد من الشركات في القطاع الحكومي والخاص، ونخبة من القيادات والمهتمين من مختلف دول العالم ويأتي ذلك بعد ستة أشهر من إنشاء شركة كروز السعودية لما سبق الإعلان عنه في يناير الماضي بمؤتمر (مبادرة مستقبل الاستثمار) بمدينة الرياض؟

ذكرني هذا الخبر وما تنطوي عليه مدلولاته ومعطياته السياحية الهادفة حاضراً ومستقبلاً بما يجري في بعض دول العالم والتي استطاعت أن تستثمر موانئها سياحياً بواسطة سفن مخصصة ومصممة للرحلات السياحية البحرية، وأن يسهم ذلك إسهاماً فاعلاً في رفع اقتصادها، وأن توجد من خلال ذلك برامج ترفيهية منظمة للرحلات السياحية البحرية الداخلية لمواطنيها والمقيمين فيها برسوم جاذبة ومشجعة للسياحة والترفيه تتوفر فيها كل مقومات ومتطلبات السياحة والترفيه المألوفة.

إن قيام مثل هذا المشروع بموانئ بلادنا وما أكثرها – سيكون رافداً مهماً من روافد دعم السياحة الداخلية ببلادنا وداعماً مهماً أيضاً لاقتصادنا المحلي إضافة إلى انطلاقة نهضوية من رؤية المملكة (2030) التي ركزت في استراتيجيتها على استثمار شواطئ بحار المملكة العديدة سياحياً واقتصادياً وقد رأينا بأم أعيننا المشاريع البحرية الرائدة والعملاقة التي خطط لها ونفذها مهندس التغيير والتنمية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، والتي أتت أكلها وحققت أهدافها النهضوية والتنموية في مجالاتها بكل المقاييس.

إن استثمار بلادنا لموانئ المملكة لغرض السياحة والترفيه، داخلياً بواسطة سفن تخصص لهذا الغرض وبأحجام ومقاسات تتفق مع إعداد ونوعية الرحلات البحرية خطوة موفقة تخطوها الهيئة العامة للموانئ ببلادنا (موانئ) في مجال السياحة الداخلية، فالساكن في المنطقة الشمالية بالبلاد يحلم بأن يقوم برحلة بحرية ترفيهية خلال الأعياد والمناسبات الأخرى إلى الجنوب، وكذا ساكن الجنوب يحلم أيضاً أن يقوم برحلة بحرية مماثلة من الجنوب للشمال وهكذا.

فهل سيدعم هذا المشروع الوطني الجديد (شكلاً ومضموناً) من قبل تجارنا ورجال الأعمال لدينا، ومن الشركات السعودية المتخصصة والشركات الأجنبية المستثمرة أسوة بما يجري في دول العالم كجهة مساندة للدولة التي هي بحاجة لسواعد أبنائها وخاصة التجار والأثرياء منهم، فتقدم ورقي الشعوب يعتمد – بعد الله – على سواعد أبنائها، ذلك ما نرجوه ونتمناه.
وبالله التوفيق،
Ali.kodran7007@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *