اجتماعية مقالات الكتاب

الأسفلت المطاطي وطرق الغابات

‏المحافظة على سلامة البيئة مطلب هام للحاضر والمستقبل لاتصالها بحياة الناس وصحتهم. وقد وضعت حكومة المملكة العربية السعودية البيئة والتنمية المستدامة في مقدمة اهتماماتها، وجهودها واضحة في هذا المجال على المستوى المحلي والعالمي. حيث تسعى الرؤية إلى تحقيق استدامة بيئية ومستويات متقدمة في السلامة البيئية كواجب ديني وأخلاقي وإنساني ومسؤولية أمام الأجيال القادمة باعتبارها من المقومات الأساسية لجودة الحياة وضرورة الحد من مستويات التلوث ‏البيئي. ونصّت الرؤية على العمل للحد من التلوث لرفع كفاءة إدارة المخلفات والحد من التلوث بكافة أنواعه وشجعت الممارسات صديقة البيئة كتدوير النفايات.

وأمام هذا تظهر أهمية استخدام الأسفلت المطاطي لعدة اعتبارات أولا ‏للتخلّص من الكمّ الكبير من الإطارات التالفة للسيارات والتي تقدّر بنحو ثلاثة وعشرين مليون إطار مستهلك في العام الواحد! حيث أن دفنها لا يساعد على تحلّلها كما أن حرقها يؤدي إلى مشكلات بيئية وصحية خطيرة.

ولعل إعادة تدويرها وإدخالها في صناعة الأسفلت المطاطي يمثل أحد الحلول الناجعة للتخلّص منها أولاً والاستفادة في إيجاد أسفلت صديق ‏للبيئة لقدرته العالية على امتصاص مياه الأمطار وخفض الصيانة بسبب عمره الافتراضي الطويل، إلى جانب قدرته على امتصاص الضوضاء الناتجة من حركة السيارات على الطرق وكونه يصنع من مواد معاد تدويرها، وقد يكون من المناسب استخدامه في طرق المناطق المطيرة التي تتعرض طبقات الأسفلت العادي فيها للتشققات وحدوث الحفر والأخاديد -وخطورتها على العابرين- بسبب عدم قدرتها على امتصاص المياه، بينما تكاد تختفي مع الأسفلت المطاطي. وربما تمثّل خياراً مناسباً لسفلتة الطرق داخل الغابات للحفاظ على سلامة البيئة وإن ‏كان هناك من يقترح نزع طبقات الأسفلت الموجود في طرقها .. والذي قد يكون أحد أسباب تدهور البيئة وموت الأشجار على المدى البعيد والقريب! والعمل على استبداله بالأسفلت المطاطي سريعاً، أو رصفها ب “الأنترلوك” الذي يسمح بتسرب المياه إلى الباطن مما يساهم في الحفاظ على البيئة. ولأن منطقة الباحة تُعدّ أعلى مناطق المملكة في كثرة الأمطار صيفاً وشتاءً والتي أثرت وتؤثر على طبقات الأسفلت بصورة مستمرة في شوارعها وطرقاتها وغاباتها فأنه من المناسب ‏لو تخضع لهذه التجربة التي تزيد العمر الافتراضي للأسفلت المطاطي وتساعد على سلامة البيئة والمحافظة عليها على المدى البعيد.
alnasser1956@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *