المحليات

عام على إقرار منع التجول لحمــــــاية المجتمع من أخطار الوباء

ياسر بن يوسف ـ مها العواودة ـ رانيا الوجيه – احمد الاحمدي ـ مرعي عسيري- حمود الزهراني – محمد قاسم- هاشم آل الهاشم – محمد عمر – عمر رأفت

تحل في 23 مارس الجاري ذكرى مرور عام على فرض منع التجول الذي اضطرت له الجهات المعنية والمختصة في المملكة، حفاظا على صحة المواطنين والمقيمين تحوطا من تفشي جائحة كورونا، ورغبة في الزام الجميع بالتباعد الذي شكل حائط الصد الوحيد لمنع انتشار ذلك الفيروس وسط المجتمع. ويعود أول منع تجول ابتداء من الساعة ٧ مساء وحتى الساعة الـ ٦ صباحا يوم الإثنين ٢٣ مارس الماضي «الموافق ٢٨ رجب» لمدة ٢١ يوما. وشكل منع التجول للكثيرين الملاذ الآمن لمنع وصول الجائحة للمجموعات والأسر، في وقت عكفت فيه الجهات المعنية على وضع البدائل التي خففت منع التجول، بما يحقق الغرض ويمنع التضرر الأكبر للجميع، ليخرج المجتمع بالكثير من القصص التي تستحق أن تروى بشأن هذا الاجراء، والتي برزت فيها نجاحات كل الجهات وقدرتها على التنسيق المتكامل، فكانت الداخلية ورجال الأمن الحصن بعد الله في تحقيق التنفيذ الدقيق، ومنع أي خروقات، فيما كانت المرونة سيدة الموقف بشأن الحالات الطارئة والتي تصدت لها الجهات الصحية بشجاعة وبسالة فكان التدخل السريع هو الديدن، وعلى الصعيد الاقتصادي كانت الدولة أيدها الله هي الفعالة في مبادرات حفزت القطاع الخاص، على الاستمرار، وعاونته ليبقى كعادته قويا صلبا، وذلك عبر الدعم المتواصل، والكثير من المزايا والاعفاءات والاستثناءات. أما المجتمع فبدأ هو الآخر قويا متماسكا وساهم في انجاح تجربة منع التجول، بل ارتفع الوعي المجتمعي إلى رفع الهاشتاقات التي تدعو لتعزيز منع التجول، بصفته خيارا للحماية. نجحت الجهات الأمنية في فرض منع التجول بصورة حازمة، في ظل الحرص الكبير على صحة الجميع، في وقت كانت الانسانية شعار المرحلة، إذ قدم رجال الأمن مبادرات متعددة جعلت منهم الورقة الرابحة في نجاح فرض منع التجول، وبرزت الانسانية في مناحي التطبيق في ظل الشعار الأبرز وهو العمل على صحة ومصلحة الجميع ومنع انتشار المرض.

ويتذكر اللواء متقاعد خالد شائع عسيري منع التجول، ويؤكد أن تعاملات رجال الأمن اليومية للتعامل مع جائحة كورونا المستجد غلب عليها الطابع الاجتماعي، في حسن التعامل مع المواطنين والمقيمين في تلك المواقع وتسهيل مهام وحركة المصرح لهم من الطاقم الطبي، والإعلامي، والجهات المصرح لها في التطوع، والعاملين في خدمات التوصيل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لإسعاف الحالات الطارئة وتسهيل سرعة وصولهم.
وبين أن رجال الأمن منعوا العابثين بالأمن وغير الملتزمين بتطبيق قرارات منع التجول، والتجمعات، وتجاهل التعليمات المعلنة عبر الوسائل الرسمية، وكذا تنوعت أعمال رجال الأمن في هذه المرحلة الطارئة، ما بين تحذير غير المبالين والمدركين لهذه المرحلة الخطرة على أمن الإنسان والأمن الصحي والأمن المجتمعي، بأسلوب مهذب بتقديم النصح الإنساني العابر، والابتسامة، وتقديم المشورة العابرة والسريعة والموجزة، في أقصر وقت وحسب وضع الموقف، ليغلب على طابع رجال الأمن في هذه المرحلة الطابع الاجتماعي والإنساني المستمد من تعاليم ديننا الإسلامي.

ويصف العميد متقاعد سعيد محمد اليزيدي دور رجال الأمن في منع التجول بالناجح، والمثالي، وقال نجح تعامل رجل الأمن السعودي مع هذا الحدث المستجد ليصور مهام رجل الامن في صورته الاجتماعية بكل ما تحتويه من أحداث، مفرحة أو محزنه، بارتباطه بمشاعر الناس وانفعالاتهم وتصرفاتهم، فنجده في تعامله مع جائحة كورونا يوازن بين أعماله ومهامه الأمنية مع طبيعة المرحلة المستجدة، كما نجده يوازن بين مهامه بوسطية مشتركة تجمع المفاهيم العسكرية والقانونية الحازمة والشديدة بتطبيق الأنظمة الجديدة الرامية للحد من انتشار الفيروس، وبين المفاهيم الاجتماعية والإنسانية في تعامله مع المواطنين والمقيمين في الميدان.

وأشار العميد طيار عبد الله احمد الناشري، إلى أن رجال الأمن في الميدان قدموا خدمات اجتماعية تعكس دوافعهم الذاتية والإنسانية قبل أن تكون بدافع أداء مهام وظيفية، ظهرت تلك الأعمال أمامنا في صور متعددة تباينت ما بين تقديم المساعدة والإنقاذ، وحفظ الحقوق والمساهمة في حل المشكلات العابرة التي تتطلب التدخل السريع والمشورة والتوجيه، إضافةً إلى قيامهم بمهام الضبط الأمني وضبط المخالفين والخارجين على النظام وعدم الملتزمين بقرار منع التجول، أو معتمدي الأضرار بالآخرين وتكثيف أعمالهم الرامية لتحقق الأمن وإرضاء المجتمع وإشعاره بالطمأنينة والتقليل من المخاوف ومحاربة الشائعات. واتفق كل من الكاتب الدكتور صالح الحمادي، والشاعر عبدالله احمد الأسمري عضو نادي ابها الأدبي، والاعلامي عبدالرحمن القرني، على أن رجال الأمن رسموا لوحة مضيئة في التعامل مع منع التجول، وقال الجميع يقدر تلك الجهود التي شكلت حماية لهم من المستهترين والعابثين، وفي ذات الوقت تعاملت بانسانية بالغة مع الحالات الإنسانية.
وقال “لم تكن التجربة الأمنية الفريدة التي يعكسها رجل الأمن السعودي في هذا الحدث في مواجهة جائحة كورونا مستغربة، فقد أثبت رجل الأمن السعودي في المملكة في كافة القطاعات الأمنية، نجاحه في التعامل مع تحديات الممارسة، وتتنوع التجربة الأمنية السعودية الناجحة والتي أثبتت حضورها وتفوقها العالمي لكافة القطاعات الأمنية في التعامل مع تحديات الممارسة الأمنية ونجاح الثقافة الشخصية لرجال الأمن، وبروز ثقافة المؤسسة الأمنية بالمملكة، لتؤكد صورة رجل الأمن السعودي للعالم أنها صورة إنسانية وهي تبرز في كل حدث ومنها جائحة كورونا، وتفهم أن ايام الحجر الكامل لحالات انسانية وظروف استثنائية والحد من العبث ايضاً بما يجب مابين الحزم واللين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *