المحليات

الوعي المجتمعي.. حائط صد أوقف مد “كوفيد”

 شكّل الوعي المجتمعي، حائطا لمنع تغلغل فيروس كورونا المستجد في أجساد سكان المملكة، ولعب دورا أساسيًا في وقاية الكثيرين من الإصابة لـ”كوفيد 19″ وتقليل سرعة انتشاره، وكبح جماح موجته الثانية، بفضل الحملات التوعوية التي انتظمت مختلف مدن ومحافظات المملكة، ليكون الدور المجتمعي بمثابة طوق نجاة من طوفان ضرب العالم بشدة وخلف وفيات بمئات الآلاف في بعض الدول، منذ بدء الجائحة حتى الآن، بيد أن تطبيق الاحترازات والتزام المجتمع بها في السعودية جعلها أفضل حالًا من دول عظمى.
المشاهد العامة في الأسواق والطرق توحي بوعي مجتمعي كبير، إذ عرف الجميع المطلوب منهم لوقاية أنفسهم وغيرهم من خطر كورونا فالتزموا بتطبيق الإجراءات الاحترازية كما وردتهم من الجهات المعنية، ما ساهم في تخطي المرحلة الصعبة والعبور إلى بر الأمان. ويرى عضو مجلس الشورى رئيس لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية بالمجلس الدكتور هادي بن علي اليامي، أن مجتمع المملكة ضرب أروع الأمثلة في تطبيق الإجراءات الاحترازية، لتخفيف انتشار الجائحة.

وقال لـ”البلاد”، إن تراجع حدة الإصابات بالسعودية مرده للخطوات الجادة والمسؤولة التي اُتخذت في مواجهة المرض، وما قدم من تضحيات جسام، انعكست على تناقص أعداد المصابين، وفي المقابل تزايد أعداد المتعافين بصورة كبيرة، مؤكداً أن المملكة ضربت أروع الأمثلة خلال أزمة كورونا في التجاوب مع القانون الدولي والإنساني، فجاءت الخطوات التي اتبعتها متوافقة مع قوانين حقوق الإنسان، حيث أكدت القيادة أن الحق في الحصول على العلاج من أول حقوق الإنسان التي ينبغي الإيفاء بها، لذلك لم تفرق بين مواطن ومقيم، بل حتى الذين انتهكوا قوانين الإقامة النظامية شملهم التوجيه الملكي الكريم بتلقي العلاج المجاني في كافة مستشفيات المملكة ومؤسساتها الصحية.

ولفت رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، عميد كلية الحقوق بجامعة دار العلوم الدكتور مفلح ربيعان القحطاني، إلى أن المملكة أظهرت اهتماما غير مسبوق على مستوى العالم في مجال توفير الحق في الصحة للجميع، بينما جاء التزام المجتمع ووعيه وفقا للمطلوب لإيقاف زحف كوفيد، بينما ذكر رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف أيمن نصر، أن التعامل المجتمعي النموذجي مع القرارات التي صدرت منذ بدء انتشار كورونا ساهم في تخفيف حدة الإصابات، معتبرا أن تجربة المملكة رائدة في المنطقة والعالم. واهتمت الأسر بتوعية أبنائها لنشر ثقافة التباعد الاجتماعي، وفقا للمستشارة الإجتماعية والأسرية دكتورة نادية نصير، مبينة أن سكان المملكة ساهموا في الحد من انتشار الفيروس بفعل تطبيقهم للاحترازات بصورة مثالية في الأماكن العامة، وتفضيلهم الاعتماد على الوجبات المنزلية للبعد من التجمعات.

فيما ترى الكاتبة انتصار عقيل، أفراد المجتمع السعودي تعاملوا مع الجائحة بعقلانية لذلك اجتازوا الاختبار الصعب، بينما قالت المرشدة النفسية سوزان سنبل، إن ضبط النفس، وتجاهل الشائعات، والالتزام كانت عناصر فعالة في محاربة الجائحة.
ويتذكر سكان الأحياء المعزولة بمكة المكرمة أيام الحظر الصعبة، غير أنهم أكدوا أهميتها وأنها أنقذتهم من انتشار غير محدود للفيروس، إذ اعتبر عمدة حي الهنداوية بشارع المنصور بدر عبد الله القرني، وعمدة حي النكاسة فهد الدعدي، وعمدة حي أجياد مطلق سعد المالكي، أن الالتزام كان بمثابة طوق نجاة من كورونا، فيما قال فؤاد المخلافي، الدكتور عبد الكريم الحديدي، والمهندس أيمن عرفة، من المدينة المنورة، إن المملكة قامت بدور توعوي كبير، وطالبت الجميع بأخذ الإجراءات الاحترازية اللازمة للحد من آثار الجائحة ونجح المجتمع بوعيه في تطبيق المطلوب بمثالية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *