اجتماعية مقالات الكتاب

فئة قليلة

ما زالت الأحداث المُتعلقة بجائحة فيروس كورونا المستجد تتوالى، وكان احدثها البيان الصادر عن وزارة الداخلية المُتضمن تفعيل بعض الإجراءات الوقائية الاحترازية تزامناً مع ظهور مؤشرات لارتفاع المنحنى الوبائي في بعض مناطق المملكة.

وهذه العودة لتطبيق الإجراءات لم تأتِ إلا بعد فترة كانت الحياة أقرب ما تكون فيه للحياة الطبيعية قبل الجائحة، وقد كنا سعيدين بها كثيراً لكونها جاءت بعد مرحلتي الحظر الجزئي والكلي التي سبق وأن عشنا لحظاتها الصعبة جداً.

وبفضل الله – عز وجل – ثم ما قامت به الجهات الحكومية بمختلف قطاعاتها من دور فعال وبالرهان الذي عُقد على وعي المجتمع استطعنا أن نتجاوز تلك المرحلة المؤلمة والتي نسأل الله – عز وجل – أن يرحم كل تُوفيّ فيها من أثر هذه الجائحة.

وفي هذه الأيام ونحن نعود لتطبيق الإجراءات الاحترازية مرة أخرى يظل الرهان على وعي المجتمع هو الأساس، فجميع ما يتم اتخاذه من إجراءات إذا لم تجد الإيمان بمدى جدواها والتفاعل معها بكل التزام لن يكون لها – أي – فائدة حقيقية تذكر.

نحن بحاجة فعلية إلى أن نحرص بشكل كبير على محاولة التباعد قدر الإمكان، وهذا التباعد لا يقتصر على التجمعات في الأسواق أو المناسبات العامة وحسب وإنما يجب أن نحرص عليه حتى على مستوى تجمعاتنا العائلية، وذلك بأن تكون بيننا مسافة كافية، علاوة على المحافظة على التعقيم بشكل دائم، وعدم ملامسة الوجه إلا بعد غسل اليدين بشكل جيد، كما أنه يجب علينا أن نحرص على ارتداء الكمامات والتخلص منها بشكل آمن بعد لبسها.

مررنا بمرحلة صعبة، وقد نعود لتلك المرحلة من جديد إذا ما تهاونا في تقدير مدى ضرورة التقيد بالتعليمات الصحية التي تصدرها الجهات المختصة، والتي بدورها تتابع عن كثب كل ما يستجد على المستوى المحلي والعالمي لمكافحة هذا الوباء.

وعينا هو السلاح الأقوى للوقاية من هذا الفيروس، كما أن الاستهتار وإن كان من فئة قليلة، قد يكلفنا جميعاً الكثير من الخسائر البشرية، وهذا ما سنتصدى له بالتزامنا وتقديرنا للمسألة بالشكل الذي تستحقه، ولنتذكر دائماً بأن كلنا مسؤول.
البريد الإلكتروني :
szs.ksa73@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *