اجتماعية مقالات الكتاب

لقاح “كوفيد- 19” السعودي

عبد الله الاحمري

سعدت جداً مع كل من فرح بخبر نجاح الفريق العلمي والبحثي من معهد الأبحاث والاستشارات الطبية بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام بقيادة الدكتورة إيمان المنصور في التوصل إلى لقاح سعودي مضاد لفيروس كورونا COVID-19، والذي تمّ الانتهاء من الدراسات قبل السريرية ونشر البحث، فيما أوضحت الجامعة بأن التجارب السريرية ستتم بعد أخذ الموافقات اللازمة”.

لاشك أن ما تحقق يعد إنجازًا عالميًا وكبيراً إذ إن الانتهاء من الدراسات قبل السريرية ونشر البحث في حد ذاته يعدان خطوة رائدة وكبيرة ، وخصوصًا لمواجهة ومحاصرة وتطويق مرض اقترب من حاجز الـ ١٠٠ مليون إصابة ، وأودى بحياة مليوني فرد في كل أنحاء العالم في كارثة وبائية لم تشهدها البشرية في التاريخ ، وبذلك فإن التوصل إلى لقاح سعودي يعزز ويؤكد المكانة البحثية والعلمية للمملكة ، فالتقدير موصول لجهود الفريق البحثي في انجاز مراحل البحث ونشره ، وسط الدعوات بأن تنجز المراحل اللاحقة في أسرع وقت ، وتدخل السعودية ضمن الدول الرائدة في صناعة لقاح كورونا ومكافحة المرض.

بالتأكيد هذا الإنجاز يضاف لمنظومة الإنجازات التي حققتها بلادنا – بفضل الله- وتوفيقه في مجال الأبحاث الطبية ، ويؤكد متانة وقوة وأهمية دعم الأبحاث الطبية بمختلف مجالاتها وتخصصاتها حتى تصبح منجزات سعودية عالمية ولا تقتصر على دورها الأكاديمي في الجامعات أو مراكز الأبحاث فقط ، إذ إن جميع الامكانيات البشرية والتقنية متوفرة لدينا ، وكل مانحتاجه فقط هو كيان سعودي يتولى مسؤولية الإشراف على الأبحاث الطبية ووضع إستراتيجياتها وخططها وأنظمتها وميزانياتها بما يحقق الأهداف المرجوة لها ، فالاستثمار في هذا المجال يعد من أهم الضرورات الوطنية التي يفرضها الواقع الجديد وخصوصًا بعد استشراء فيروس كورونا وتحوّر سلالاته.

وخلال انتشار جائحة كورونا لمسنا جميعًا كيف تسابقت الدول العالمية في مجال الأبحاث في مواجهة الضيف الثقيل “الفيروس المزعج” فبعد سلسلة من الأبحاث والدراسات والتجارب السريرية أعلنت معظم الدول عن التوصل إلى لقاح كوفيد-١٩ ، كما كشفت النقاب عبر عدة دراسات وأبحاث علمية عن أسرار وغموض سلالات الفيروس الشرس، وكل ذلك تحقق بالبحث العلمي وتخصيص ميزانيات ضخمة وكبيرة، مما يجسد أن الأساس هو وجود بنية تحتية قوية وميزانية منفردة لتحقيق أهداف الأمن الصحي.

فهذه أمنية مرجوة بأن يكون لدينا كيان وطني عالمي للأبحاث الطبية لا يقتصر دوره على الأبحاث فقط بل يتعداه في إنتاج اللقاحات والأدوية وخدمة الرسالة الإنسانية.
والله من وراء القصد ، وسلامة صحتكم.

shahm303@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *