اجتماعية مقالات الكتاب

مكافحة الوباء

مع ظهور فايروس كوفيد19 المستجد في مدينة ووهان الصينية وانتشاره وتحوله إلى جائحة عمّت العالم، قامت المملكة بجهود كبيرة وواضحة لمكافحة هذا الفايروس كانت محل إشادة المنظمات الدولية .. تمثّلت في مواجهة الوباء والحد من انتشاره، وكذلك معالجة الآثار المترتبة عليه وتطبيق التدابير الاحترازية وتوفير الأدوات والمتطلبات اللازمة والتي أصبحت متاحة لكل مواطن ومقيم ولله الحمد. حيث لم تقتصر مواجهتها للفايروس في الداخل فحسب بل امتدت لمكافحته دولياً.

فكانت أول وأهم خطواتها استثمار قيادتها للقمة الاستثنائية لمجموعة العشرين، كون دول العالم تواجه تحديات مشتركة، مما يتطلب مزيداً من التعاون الدولي في هذا الإطار والذي أقرته القمة في اجتماعها الافتراضي برئاسة المملكة. وكان لذلك الأثر الكبير في الحد من انتشار هذا الوباء وارتفاع حالات الشفاء في بلادنا بفضل الله. ولأن الفايروس المتحوّر ظهر مجدداً في بعض دول أوروبا وبانتشار سريع، فمن المهم أن يتماشى اهتمام جميع أفراد المجتمع مع جهود الدولة، ويظل من الواجب تطبيق التعليمات وعدم التهاون بالإرشادات التي من شأنها الحد من انتشار الوباء بإذن الله تعالى. ومما يلاحظ أن بعضهم قد أهملوا جانب الاحترازات المفروضة! إذ نرى الأعداد الكبيرة في الأماكن العامة مع عدم التباعد .

كما أن بعض الأشخاص لا يلبسون الكمّامات بالشكل الصحيح! وهذا لا يحقق الجانب الوقائي المطلوب. حيث نشاهد ذلك داخل المساجد فبعضهم يرى أن الأمر طبيعياً فلا يلتزمون بالتعليمات الواردة لحمايتهم وحماية غيرهم من أخطار الأمراض. بل نجد بعضهم يحضر إلى المساجد ولديه أعراض الزكام والانفلونزا .. تظهر من خلال كثرة العطاس. ومن وجهة نظري الخاصة أن في ذلك كراهة تزيد عمن يأكل البصل والثوم ويحضر في صلاة الجماعة! ولعل علماءنا الأفاضل يناقشون مثل هذه المسائل الفقهية المستجدة، فلا شك أن انتقال عدوى الأمراض الخطيرة أكثر ضرراً من خروج الرائحة الكريهة سواء على المصلين أو الحجاج والمعتمرين. فوجود صاحب أي مرض معدٍ ‏بينهم قد يكون سبباً في إيقاع الضرر بالآخرين. وهو أمر لا يستهان به.

الأمر الآخر يتعلق بالوضع الاجتماعي ورغم التزام الكثيرين بالأعداد المحددة في المناسبات وارتداء الكمامات والتباعد الجسدي لكن سرعان ما يخلعونها وهم يقبلون بشهية، متقاربين على الموائد في صحون واحدة مع ثقافة المفطحات التي يجب التخلي عنها سواء في هذه الظروف أو غيرها واتباع عادات اجتماعية صحية سليمة لا تعود بالضرر على أحد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *