إذا كانت الثروات الطبيعية قابلة للنضوب، فإن الثروات البشرية قابلة للاستمرار، وهي تعد من أهم الثروات في أي بلد من البلدان. ويعلم الجميع أن دولاً اعتمدت على الثروة البشرية في المقام الأول فحققت نمواً اقتصادياً هائلاً؛ لعل اليابان وسنغافورة أحد الشواهد الحية في عالمنا اليوم.
والموهوبون في أي دولة هم أساس تلك الثروة لصناعة المستقبل ورسم ملامح التطور والرقي في مختلف المجالات، ولهم الأثر البالغ في عملية النمو والتقدم والتفوق إذا حظوا في مراحل مبكرة بالرعاية والعناية والاهتمام كما يجب.
وقد حرصت حكومة المملكة في الواقع على إيجاد إدارات مختصة وتهيئة بيئات مناسبة لرعاية المواهب وتحديد برامج إثرائية خاصة تعنى بالموهوبين الذين تشير الدراسات بأنهم يتصفون في الغالب بالقدرة على الأداء المتميز في مجال القدرات الإبداعية والفنية والقيادية أو في مجالات دراسية محددة ولديهم قدرة غير عادية في جوانب التفوق العقلي والتفكير الابتكاري؛ لما يمتلكونه من قدرات وإمكانات كبيرة جداً تبدو في أدائهم العالي.
وإذا كان لجميع الطلاب الحق في الحصول على فرص متكافئة لاكتشاف مواهبهم، فمن المهم أن يكون هناك انتقائية لمن يقوم بذلك من التربويين المؤهلين والمتمرسين والمدربين، ومن المهم كذلك أن تكون هناك برامج إثرائية للاهتمام بأولئك الموهوبين وتوفير الرعاية النفسية والصحية والاجتماعية لهم ووضع الأسس الإرشادية التي تضمن نموهم العقلي والنفسي بشكل متكامل والعمل على تشجيعهم وتحفيزهم وإعطائهم الفرص للتعبير عن قدراتهم وتهيئة البيئة الجيدة وإرشادهم وتنشيط عقولهم وتنمية التفكير وروح الخيال لديهم والتعاون مع الجهات ذات الصلة والاختصاص لإشهار مواهبهم.
مع أهمية المتابعة المستمرة والواعية لهم في المنازل والمدارس والابتعاد عن الأمور الشكلية حتى تتحقق الأهداف بما يخدم الموهوبين ويساهم في نهضة الوطن .