اجتماعية مقالات الكتاب

الجائحة .. وأزمة الاتهامات

بينما ينشغل العالم بأزمة الاتهامات المتبادلة بين أمريكا والصين بسبب نشأة فيروس كورونا، يصنع لنا أحدهم فيروسا جديدا أكثر انتشاراً وأشد فتكاً..وهذه ليست دعابة بل حقيقة، فقد ظهر في الصين نوع جديد من الأوبئة يسمي “الطاعون الدوملي”، وهو طاعون أصاب البشر بعد تناولهم لحيوان “المرموط” وهو نوع من أنواع السناجب.

لا يمكن الجزم بحقيقة ما إذا كان الفيروس من صنع الإنسان أم أنه اختبار رباني للبشر، لكن ما ندركه حقاً في تلك الأيام هو الدخول الفعلي في سباق مع الزمن للنجاة، توحد العالم من أجل الحصول على لقاح ضد ذلك الفيروس الفتاك، وأصبح العالم على قلب رجل واحد، يواجه أزمة واحدة، يبحث فيها عن سبيل للخروج بطريقة واحدة، فمن المؤسف أن نودع بشكل يومي أشخاصا نقف عاجزين أمامهم عن تقديم أي شكل من أشكال المساعدة، فلم يعد هناك وقت لتبادل الإتهامات، فأعداد الوفيات والمصابين تزداد يوماً تلو الأخر، والخوف وحالة الهلع التي يعيشها الناس من الإصابة بالفيروس أصبحت أشد فتكاً بهم من الفيروس نفسه.

جنة الإنسان عقله، والعقل يمكن أن يجعل صاحبه إما أن ينجو وإما أن يهلك، فمن يفكر في الجانب المظلم فقط من الأزمة لن يري ضوءاً للخروج منها، ومن يحاول التفكير لما هو أبعد من الخوف وتغلب على تلك الحواجز التي تقف حائلاً بينه وبين ممارسة حياته بشكل طبيعي سينجو لكن بعد إدارة عقله لما قد يفيده وما قد يضره.

تطور انتشار الفيروس من الممكن أن تصبح في اكثر خطورة، فقط لو تخلى الناس عن إجراءات السلامة والإجراءات الإحترازية ومارسوا حياتهم بشكل طبيعي كما كانت قبل الفيروس، فانتهاء المنع لا يعني اتهاء الفيروس، بل هو عودة طبيعية لشكل الحياة التي توقفت طوال تلك الشهور بسبب الجائحة حتي لا تنهار إقتصاديات العالم، وهنا يجب أن يعيّ الجميع أن الجائحة مستمرة ولم تنته بعد لذلك يجب توحيد صفوفنا لتجاوزها بأقل الخسائر الممكنة.
Nevenabbas88@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *