الدولية

إيران.. الحصاد المر

البلاد – رضا سلامة

بينما يضرب الفساد أروقة الدولة، وتوجه أموال الميزانية لدعم المليشيات الإرهابية في مختلف دول المنطقة، بدأ النظام الإيراني الحصاد المر لسياساته العقيمة بالتضليل ومحاولات نشر “كورونا” في الخارج، ما حول الفيروس إلى إعصار اجتاح كل المدن، وبات يصيب 50 شخصاً كل ساعة مع وفاة شخص كل 10 دقائق، وفقا للمتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جهانبور.

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس (الخميس)، ارتفاع عدد الوفيات جراء تفشي الفايروس إلى 1284، بوفاة 149 في الساعات الـ24 الماضية، وبلوغ العدد الإجمالي للمصابين 18407، بزيادة 1046 إصابة خلال يوم واحد، فيما تؤكد تقارير موثقة دولية وأخرى للمعارضة الإيرانية أن الأرقام الحقيقية أكثر بمئات المرات.

أرقام جهان أكدها مساعد وزير الصحة إيرج حريرجي، بينما قال قائد عمليات مكافحة كورونا في طهران علي رضا زالي إن “فيروس كورونا مخيف وقاس وجموح، وانتهازي ويصيب الناس ويقتلهم في أقصر وقت ممكن”، فيما اعترف 4 مسؤولين كبار في وزارة الصحة الإيرانية، في الساعات الأخيرة، بالاتجاه المتصاعد للإصابة بكورونا في البلاد، ووفاة 6 أشخاص كل ساعة.

وفي تأكيد على مسؤولية النظام عن تفشي الجائحة وعجزه عن مكافحته بعدم فرض الحجر الصحي الكامل على المدن والمناطق الموبوءة، اتهم 5 وزراء صحة سابقون روحاني بالفشل في التصدي للفايروس، وطالبوه بقطع سلسلة انتشار كورونا من خلال فرض الحظر وإغلاق جميع المحلات والمؤسسات الحكومية غير الضرورية وضبط المرور بشكل كامل لمدة 15 يومًا.

ووفقا لوكالة “فارس”، فقد وجه الوزراء وعدد من خبراء الصحة رسالة إلى روحاني، دعوه فيها إلى إبقاء وحدات الإنتاج والمتاجر الكبيرة ومراكز توزيع الأغذية والأدوية مفتوحة، مقابل إغلاق كل المرافق غير الضرورية ومنع سفر وحركة المواطنين إلا للضرورة القصوى.

وفي حين باتت إيران إحدى بؤر تفشي كورونا كدولة ثالثة على مستوى العالم بعد الصين وإيطاليا، ورغم حاجتها الملحة للإنفاق على القطاع الصحي للسيطرة على تفشي الفايروس، تظهر الميزانية السنوية للعام الإيراني الجديد الذي سيبدأ في 21 مارس، أن الإنفاق على مؤسسات تصدير “الإرهاب الفكري”، ومنها “معاهد مسماة دينية” أخذت حصة كبيرة على حساب قطاع الصحة.

ووفقا لوسائل إعلام إيرانية، حصلت المؤسسات المكرسة لنشر الأفكار الخومينية على أضعاف مبالغ مكافحة كورونا، وعلى رأسها “جامعة المصطفى العالمية” في قم، التي حصلت على ما يعادل حوالي 26 مليون دولار أمريكي تقريبا لبث السموم الإرهابية.

إلى ذلك، قال رئيس المجلس الطبي الإيراني، الدكتور محمد رضا ظفرغندي، إن عدد المصابين بفايروس كورونا في إيران أعلى بكثير مما تعلنه وزارة الصحة الإيرانية، بينما فضحت البرلمانية الإيرانية طيبة سياوشي عجز النظام، قائلة: “ليس لدينا إدارة واحدة في المواقف الحرجة، حيث يمكن لشخص واحد اتخاذ القرارات والتنسيق، بحيث إذا تم اتخاذ قرار، ينفذه المواطنون”، مشيرة إلى نقص المرافق والأدوية وعدم فرض الحجر الصحي على المدن المصابة بالفايروس.

وفي السياق ذاته، كشف رئيس جامعة العلوم الطبية في كيلان أن أكثر من 7000 مصاب بكورونا دخلوا مستشفیات المحافظة خلال شهر، وأن 30 إلى 50% من الكوادر الطبية أصيبوا بالفايروس، وتوفي 7 منهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *