الدولية

إيران تسقط في اختبار “كورونا” وتهدد أسر ضحايا “الأوكرانية”

البلاد – رضا سلامة

تتزايد الضغوط على النظام الإيراني بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي يواصل الفتك بأعداد كبيرة من الإيرانيين وبينهم مسؤولون كبار، وسط عجز الملالي عن مواجهته، والمساهمة في تفشيه بالتعتيم ونقص الأدوية والمستلزمات والدفن غير الصحي، بينما تكشفت فضيحة جديدة للنظام في ملف الطائرة الأوكرانية، بإعلان زوج إحدى الضحايا تهدید الاستخبارات والحرس الثوري لعائلات قتلى الطائرة باغتصاب نسائهم.

ولحق عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد مير محمدي برموز إيرانيين توفوا بعد إصابتهم بفيروس كورونا، بينما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أمس الاثنين، أن والدة محمدي توفيت قبل أيام بالمرض نفسه، وتتزايد حالات الإصابة بكورونا بين المسؤولين الإيرانيين، في ظل تعتيم رسمي على أعداد الوفيات والإصابات، وعجز عن توفير أبسط متطلبات مواجهة الفيروس، مثل الكمامات والمطهرات، وفقًا لاعترافات وتصريحات وزير الصحة الإيراني وكبار قيادات الوزارة.

وبينما تعالت أصوات ناشطين معارضين متهمة أجهزة النظام بالفشل في إدارة الأزمة، ومنتقدة تدخل الحرس الثوري ورجال الدين في قضية علمية، وبالتالي تحديد عمل وزارة الصحة والجهات الطبية المسؤولة، ما فاقم من انتشار الفيروس، فجر نائب رئيس لجنة الصحة بالبرلمان محمد حسين قرباني، مفاجأة صادمة، معلنًا أن “41 % من مرضى كورونا أصيبوا بالعدوى خلال مراجعة المراكز الطبية”.

وأكد قرباني خلال اجتماع مع لجنة مكافحة كورنا في محافظة جيلان، شمال البلاد، أن اللجنة قررت إغلاق تلك المراكز الطبية الملوثة، بحسب ما نقلت عنه وكالة العمل الايرانية “ايلنا”.

وفي تكذيب لما أعلنه نائب وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي، أمس، بأن حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد 1501 حالة والوفيات إلى 66، ذكرت تقارير موثقة للمعارضة الإيرانية أن عدد المتوفين تجاوز الـ408 أشخاص وأعداد المصابين بالآلاف، فيما انتقد النائب غلام علي جعفر زاده تكتم السلطات الإيرانية على العدد الحقيقي لضحايا كورونا في البلاد، قائلاً: إن إحصائية وفيات كورونا الرسمية “مجرد مزحة”،

معتبرًا أن البلاد “في حالة حرب”، مدللًا على ذلك بأن “جميع المستشفيات في مدينة رشت تعج بالمصابين بكورونا هناك نقص في المعدات والطاقم الطبي والإمكانيات والأدوية والمعدات بما فيها الكمامات”، مشيرًا إلى قضية أخرى مثيرة للقلق وهي الدفن غير الصحي للأشخاص الذين ماتوا بفيروس كورونا، قائلًا: “وفقًا لتقارير أعضاء مجالس الشورى في القرى، توفي عدد من الأشخاص في قرى جيلان وهم يعانون من أعراض كورونا، لكنهم دُفنوا دون تسجيل حالاتهم”، محذرًا من تفشي المرض في القرى من خلال المقابر بسبب الدفن غير الصحي.

ووسط مخاوف من تفشي كورونا في السجون الإيرانية، تجمع أقارب عدد من السجناء أمام سجن أورومية المركزي للمطالبة بالإفراج عن أبنائهم. ووفقًا لمنظمة “هنغاو” لحقوق الإنسان، نظم أقارب عدد من نزلاء سجن أورومية المركزي تجمعًا أمام السجن، أمس، وطالبوا من خلاله بالإفراج عن أبنائهم مؤقتًا، لمنع إصابتهم بفيروس كورونا، بعد الإعلان سابقاً عن إصابة 6 نزلاء بمرض كورونا، ونقلهم إلى مستشفى طالقاني في أورومیه.

إلى ذلك، أعلن جواد سليماني، زوج إلناز نبیئي، إحدى ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري، أن بعض أفراد عائلات القتلى تم تهدیدهم بالاغتصاب من قبل عناصر وزارة الاستخبارات والحرس الثوري الإيراني.

وكتب جواد سليماني، على صفحته في “إنستجرام” أمس: “تهددون أسر الضحايا بسبب مطالبتهم بتحقیق العدالة، وتستدعونهم إلی الاستخبارات، وتقولون لهم سنفعل بكم ما فعلناه بوالد بویا بختیاري.. تهددونهم بالاغتصاب”، مضيفًا: “إنكم تهددون الأم التي قتلتم ولدها العزیز، وترغمونها بالقوة علی إجراء مقابلة”، مؤكدًا أنه سينشر قريبًا قصة تهديد إحدى هذه العائلات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *