الدولية

إدلب تجبر أردوغان على استجداء بوتين

البلاد – محمد عمر، عمر رأفت

واصل الرئيس التركي رجب أردوغان التصعيد في إدلب واستجداء بوتين، أمس (الاثنين)، بعد إصابة جنود أتراك جراء قصف صاروخي لقوات النظام السوري على نقطة لهم في قميناس، معرباً عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار هناك، بعد لقاء سيجمعه مع الرئيس الروسي في موسكو بعد غد الخميس.

وعلى الرغم من التصعيد والاستجداء، مني أردوغان بصفعة في إدلب، إذ استعادت قوات النظام السوري بدعم جوي روسي السيطرة على مدينة سراقب، وفي الملف الليبي أزمت تدخلات الرئيس التركي مسار التهدئة المدعوم أمميًا، بينما تتلقى قواته والميليشيات المتحالفة معها المزيد من الخسائر سياسيًا وعسكريًا.

ودخل رتل عسكري تركي جديد الأراضي السورية، عبر معبر كفرلوسين إلى المواقع التركية في الريف الإدلبي، أمس، وبالتزامن شهد ريف إدلب الجنوبي استمرارًا للمعارك العنيفة على محاور عدة، بين الفصائل السورية المدعومة بالمدفعية التركية من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها، مع قصف صاروخي مكثف من القوات التركية، وآخر جوي عنيف من طائرات حربية روسية. وأصيب عدة جنود أتراك جراء قصف صاروخي على نقطة تركية في قميناس بريف إدلب من قبل قوات النظام، التي استعادت بدعم جوي روسي السيطرة على مدينة سراقب الواقعة على طريق دمشق حلب الدولي، وبذلك عززت سيطرتها على الجزء الأخير من الطريق السريع الذي يربط العاصمة دمشق بمدينة حلب، وهو طريق استراتيجي مهم.

وفي استجداء جديد لبوتين لحفظ ماء وجهه في إدلب، وخشية من خسائر جديدة متوقعة بعدما أعلن الكرملين أن روسيا لم تعد قادة على حماية الطائرات التركية فوق إدلب، أعرب أردوغان عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار هناك، بعد لقاء سيجمعه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الخميس، مشددًا على أن بلاده ليس لديها أي مشكلة سواء مع إيران أو روسيا في سوريا، معترفًا بأن تركيا تواجه تحولات مهمة في إدلب.

وفي تأكيد على مواصلته ابتزاز أوروبا بورقة اللاجئين، أعلن الرئيس التركي أنه بحث مع ألمانيا وعدد من الشركاء الأوروبيين التطورات في سوريا، مضيفًا أنه حذر من عدم قدرة بلاده على استيعاب أعداد اللاجئين إن لم يتوفر الدعم اللازم، فيما أوقفت اليونان طلبات اللجوء ونشرت جيشها على معبر حدودي مع تركيا، بعدما أعلنت أنقرة أنها ستسمح للمهاجرين بالمرور بحرية نحو أوروبا.

وفي ليبيا، أدان رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، في مقابلة مع “سبوتنيك” الروسية أمس، التدخل التركي في ليبيا وحمله المسؤولية عن تعويق الجهود الأممية للتهدئة، منتقدًا عدم استجابة المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة لقرارات مجلس النواب حول تشكيل لجنته للحوار في جنيف.

وفي هذا السياق، قال المختص بالشؤون التركية محمد ربيع الديهي، إن الخسائر التركية في سوريا وليبيا كبيرة للغاية، وهو أمر توقعه الكثير من الخبراء العسكريين، نظرًا للدعم الروسي والإيراني للنظام السوري، ولإدراك الجيش الليبي بواقع وطبيعية الأرض الليبية، ونجاحه في إسقاط المسيرات التركية وتوجيه ضربات موجعة للعناصر التركية في طرابلس.

وأضاف أن المجتمع الدولي يرفض معارك أردوغان في الشمال السوري، كما يتجه لدعم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر للقضاء على الإرهاب هناك لعدة أسباب، منها الرفض الدولي للدور التركي والتخوف من أن تكون ليبيا ساحة جديدة لإعادة انتشار داعش من جديد، خاصة في ظل تقارب الحدود مع أوروبا، بالإضافة إلى هاجس الخوف من اللاجئين.

ونبه المختص بالشؤون التركية إلى أن النظام التركي متورط فى الأزمة الليبية وكذلك الأزمة السورية، ولا يستطيع الخروج من كلا الأزمتين لعدة اسباب أبرزها؛ الخوف من سقوط أردوغان، وكونها آخر فرصة أمام المخطط التركي بعدما لفظته دول وشعوب المنطقة، كما أن أردوغان متخوف من عودة الجماعات المتطرفة إلى تركيا إذا تخلي عن دعمهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *