قد تحمل إحدى الأخوات المصابات بمرض زيادة إفراز الغدة الدرقية، وهنا يقوم طبيبها بالتأكد من أن الأدوية التى تتعاطاها، قادرة على المحافظة على نسبة طبيعية من هرمون الغدة الدرقية يكفي للأم و للجنين، و قد يحتاج إلى تغيير الأدوية التى تتعاطاها الحامل، هناك نوعان من الدواء هما الأكثر استخداماً، بعض الأطباء يفضل أن يعطى أحدهما خلال الثلاثة أشهر الأولى للحمل لأنه أكثر أمانا على الجنين، ويغير إلى النوع الثانى بعد الشهر الثالث لسهولة استخدامه.
عادة ما يعطي الطبيب مريضته التى تتعاطى هذه الأدوية قائمة بأعراض، لو ظهرت عليها أي منها، ينصحها بالتواصل معه، أو مع طبيب الطوارئ، و هذه النصائح يجب أن تعيها المريضات قبل و بعد و خلال الحمل مع أن احتمال حدوثها قليل، و لكنه مؤشر خطير لا يجوز تجاهله.
تحتاج الحامل الى عمل فحص دم للتأكد من نسبة هرمون الغدة الدرقية في الدم كل أربعة أسابيع، و ذلك مهم، لأن أحد أمراض زيادة إفراز الغدة الدرقية ( مرض جرافيس) قد يتحسن خلال الثلثين الثاني و الثالث للحمل. و بالتالى تحتاج المريضة الى جرعة أقل من الدواء، سبب ذلك أن هذا مرض من أمراض المناعة الذاتية للجسم، يقوم الجسم فيه بافراز اجسام مضادة تستفز خلايا الغدة الدرقية فتزيد إنتاجها من الهرمون إلى درجة المرض. خلال الحمل يحدث تكيف في النشاط المناعي للجسم ليساعد على الاحتفاظ بالجنين، وهذا التكيُّف يقلِّل من الأجسام المضادَّة التى سبَّبت زيادة في إفراز هرمون الغدة الدرقية، فتتحسَّن حالة الأم لدرجة عدم الحاجة للعلاج أحياناً، و بانتهاء الحمل، يعود الجسم الى مستوى المناعة الذاتية الذي كان عليه قبل الحمل. و هنا يعود المرض إلى ما كان عليه. و يحتاج إلى الجرعات السابقة من العلاج.
من الممكن أن تبقى الأجسام المضادة التي أشرنا اليها في دم الأم ، حتى لو تم علاج الأم جراحياً، أو إشعاعيا من قبل، و قد تمرّ عبر المشيمة، و تؤثر على الغدة الدرقية للجنين. و هذه حالة نادرة جداً، ولكننا نحتاج إلى متابعة حالة للجنين، و يستحسن أن يتم ذلك مع أطباء الأجنّة، إذ نحتاج إلى تصوير رقبة الطفل بالموجات الصوتية، ومتابعة حجم الغدة.
أهمية هذه المسألة، تكمن في ضرورة أن تطلع الأم طبيبها على تاريخها المرضى السابق على الحمل، إذ قد يحدث الحمل بعد الانتهاء من علاج زيادة افراز الغدة الدرقية بالجراحة أو الإشعاع ، و انتهاء أعراض المرض، لدرجة نسيان الأم إبلاغ طبيبها للأمر. كون الأم قد شفيت تماماً هنا، لا يمنع من استمرار جهازها المناعي في إفراز الأجسام المضادّة ، ووصولها إلى الجنين.