يلفت نظري أن عدداً متزايداً من السيدات يتواصلن مع أطبائهن طالبات المساعدة ليحملن بالتوائم ، لا شك أن الحمل التوأمى يقابل عند الكثيرات بحماس ، رغم معرفتهن بأن أعباء الحمل ستكون أكثر مقارنة بالحمل بجنين منفرد.
أحدى أستاذاتى كانت تردد :لا أتمنى حمل التوائم لأحد خاصة لمن احب, و اظن انها محقة في ذلك.
يرتبط الحمل التوأمى بزيادة احتمالات مخاطر الحمل مقارنة بالحمل المنفرد. و بعض هذه المضاعفات تعرض الام أو الطفل لمخاطر كبيرة ، نعرف مثلا ان الولادة المبكرة ، نعنى الولادة قبل سن السبعة و الثلاثين اسبوعا تقع عند سبعة في المئة عند حدوث حمل منفرد ، و لكنها قد تصبح أكثر من خمسة عشر بالمئة عند الحمل بإثنين ، الولادة المبكرة على المستوى المادي باهظة التكاليف ، لأن الطفل يحتاج غالبا لدخول العناية المركزة الخاصة بالأطفال المبتسرين فترة تطول كلما كانت الولادة ابكر ، يحتاج الطفل الى دعم تنفسى ، و قد يحتاج الى تغذية وريدية او عن طريق الأنبوب الذي يدخل من الفم إلى المعدة, كما يكون عرضة للالتهابات التى تحتاج مضادات حيوية ، كما وتزيد معدلات حدوث إعاقات طويلة الأمد ، كمشكلات السمع و البصر و التحصيل الدراسى ، و تزداد هذه المشكلات عند من تتم ولادتهم قبل اكتمال ثمانية وعشرين أسبوعا على الحمل.
كما تتعرض الحامل بالتوائم الى تزايد احتمالات تسمم الحمل ، و حدوث سكر الحمل ، و تتزايد احتمالات الولادة بعملية قيصرية ، و تزيد أيضا احتمالات حدوث نزيف رحمى بعد الولادة.
أما في حالة كون التوأم متطابقا فيتعرض لمخاطر اكبر، مثل حدوث نقل دم من جنين لأخية ، و هنا فان الجنين المستقبل للدم يتحمل قلبه اعباء اضافية ، و الجنين الذي يخسر الدم يصاب بضعف شديد ، و كلا الجنينين معرضان للوفاة داخل الرحم ، ولذا فإن هذه الحامل قد تحتاج لتدخل داخل الحمل بحيث تفصل الدورتين الدمويتين للجنينين عن بعضهما، و لذا فإن هذا الحمل يحتاج للرعاية في مراكز متقدمة لديها إمكانيات للتعامل مع مثل هذه الحالات.
و تفاديا لما اشرنا اليه فإن معظم الدول الأوروبية سنت تشريعات، تلزم مراكز دعم الخصوبة الاكتفاء بإعادة جنين واحد الى رحم الام ، الا في حالات استثنائية .
و لذا فاننى انصح السيدات بألا يتمنين هذا الحمل ، وإن حدث بقدر الله فمرحبا ، و هنا فإن المتابعة الطبية المكثفة مطلوبة.
SalehElshehry@