تقع المثانة البولية في الحوض، تستلقي عادة على الجزء الأسفل من الرحم ، كما يمر الحالب قريبا من عنق الرحم ، والحالب هو الأنبوب الذي ينقل البول من الكلية الى المثانة البولية. وهذا القرب يعرضهما للإصابة خلال العمليات القيصرية، خاصة إذا أجريت العملية بعد ولادة طويلة متعسرة ، او بعد تكرار العمليات القيصرية.
في معظم العمليات التي تجري للأعضاء التناسلية يتم وضع قسطرة ، وهي انبوب تفرغ البول من المثانة أولا بأول ، يثبت ما يشبه الحقيبة البلاستيكية في نهايتها الخارجية لتجميع البول ، ثم يتم تفريغها عند الامتلاء ، المثانة تشبه البالون ، تتمدد بوجود البول، حين تنتفخ البالونة تصبح أكثر عرضة للتمزق خلال العمليات الجراحية الحوضية.
الشق الجراحي الذي يخرج الجنين من خلاله قد يستدعي من الجراح زحزحة المثانة البولية قليلا، وموضع الشق هذا فى الربع الادنى من جدار الرحم الأمامي هو المفضل، لأنه أقل نزفا واسرع التئاماً من مناطق الرحم الأخرى، ومع تكرار العملية يزداد حدوث الالتصاقات التي تغير من جغرافية المنطقة ، ومن ضمنها ان يرتفع مستوى المثانة البولية أعلى من الوضع الطبيعي ، وهذا يجعلها أكثر عرضة للتمزق خلال العمليات اللاحقة ، نسبة حدوث تمزق في المثانة يصل الى اثنين في الألف خلال العملية القيصرية الأولى و يزيد الى ستة في الألف خلال العمليات التالية.
إدراك الطبيب لهذا الاحتمال مهم ، اذ ان من المفروض تجنب حدوث ذلك ، وتشخيصه مباشرة عند حدوثه ، والقيام بترميم المثانة البولية بالشكل السليم، وبالتعاون مع جراحي المسالك البولية غالبا. وهنا نحتاج الى استمرار تفريغ المثانة من البول مدة قد تصل الى اسبوعين ، خلالها تبقى القسطرة البولية ، وهو أمر يسبب إزعاجا للمرأة لكنه ضروري جدا، وسهل الاحتمال. ونادرا ما يخلف اثارا دائمة.
من الممكن ان يتعرض أحد الحالبين خلال الجراحات الحوضية لقطع أو انسداد، ولكن بنسبة أقل كثيرا من المثانة البولية ، وكما ذكرنا انفا ، التشخيص المباشر والترميم بالتعاون مع جراحي المسالك البولية يؤدي إلى النتائج المرجوة.
وبالخلاصة فان الطب يسعى إلى ولادة طبيعية آمنة ، فإن تعذرت نتحول الى ولادة قيصرية آمنة للطفل والأم ، وهنا يلزم التحوط باختيار الوقت المناسب للتحول إلى العملية واتخاذ الإجراءات التي تحقق السلامة لنسائنا الغاليات.
sshehry19988@gmail.com