مجلة إقرا مقالات الكتاب

المملكة وصناعة الإنتاج الإعلامي العربي

تستضيف العاصمة الرياض صباح اليوم، أكبر تجمع إعلامي عربي عالمي، في مهرجان اتحاد الإذاعات العربية، في دورته الثانية والعشرين، ويضم العديد من الخبرات الإعلامية العربية والعالمية، ويُعد المهرجان نقلة كبيرة في تاريخ الإعلام العربي، على مدى الأربعة عقود الزمنية الماضية، في دولة المقر بالعاصمة التونسية، ظلَّ المستمع والمشاهد العربي، منسجماً ومتابعاً للعديد من البرامج التي لازالت عالقة بالأذهان، وحازت على جوائز متقدمة في دوراته السابقة، وتتشرف المملكة العربية السعودية هذا العام باستضافتها الدورة الحالية، لما تتمتع به من ازدهار ونهضة متنامية بشتى المجالات التنموية، واكبت الرُّؤية السعودية 2030 صنعت منها النموذج العربي المُتقدم، مما أكسبها هذه الثقة من قبل القيادات الإعلامية، في اتحاد إذاعات الدول العربية، والمحطات التلفزيونية الحكومية والخاصة، وفق منظومة العمل العربي الإعلامي والأخلاقي المشترك، الذي يتعايش مع متطلبات المرحلة الفكرية والثقافية والتاريخية.

وتُؤكد أحقية المواطن العربي، بتعزيز علاقاته مع أشقائه العرب، على امتداد الخريطة العربية من الخليج إلى المحيط، وتأتي صناعة الإنتاج الإعلامي العربي، الحُلم الأول للمستمع والمشاهد العربي، ليعيش في بؤرة الحدث على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وتشمل البرامج الإذاعية والتلفزيونية، والأفلام الوثائقية التي تُبرز الموروث التاريخي، بما تحتضنه أراضي الدول العربية، من الاستثمارات الاقتصادية والسياحية التي تتمتع بها هذه الدول، ولابد لنا من الإشارة إلى القفزة النوعية التي حققتها هذه البرامج الإذاعية والتلفزيونية، في كل ما يتعلق بهذه البرامج من الإعداد والتقديم والإخراج والإنتاج والتَّرجمة، من أجل أن يسمع ويشاهد برامجنا الآخر، وهي برامج تميَّزت بالمعاصرة والنِّدية مقارنة بالبرامج الأجنبية، ويضاف إليها خصوصية وسمات وثقافة وأخلاق وحضارة المجتمع العربي، وتُعطي انطباعاً يعكس وحدة الصف العربي وتضامنه، وانسجام القرار السِّياسي في المنصَّات الدولية.

والحديث عن تاريخ مسيرة الإذاعات والمحطات التلفزيونية العربية، لسبعة عقود زمنية مضت، منذ أولى انطلاقها في منتصف القرن العشرين الميلادي، بدءً باتحاد الإذاعات العربية ومن ثم المحطات التلفزيونية الأرضية والفضائية، بعد أن وضعت بصمتها الواضحة في التقديم والإنتاج والبرامج المشتركة، حققت أهدافها ومنها الدَّورات المستمرة في كُبرى العواصم العربية، قدَّمت أسماء بارزة وشخصيات إذاعية وتلفزيونية، يذكُرها المُستمع والمشاهد العربي، ويُثْنِي عليها رجال الإعلام والإذاعة والتلفزيون والمُتَدَرِّبِين على أيْدِي المُبدعين الأوائل، ولكي نحافظ على هذه الإنجازات، لابد من مقر جديد دائم لاتحاد الإذاعات والتلفزيونيات العربية، بعد موافقة أعضاء الهيئات العربية، باختيار إحدى العواصم العربية، القادرة على توفير مباني حديثة، تتناسب مع تطلعات أعضاء الهيئات الإذاعية والتلفزيونية، بزيادة الميزانية السَّنوية للاتحاد، تتحمل كافة الأنشطة البرامجية، بوجود مدينة لصناعة الإنتاج الإعلامي، تقام فيها الدَّورات والاجتماعات على مدار العام.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *