لا تخلو عملية جراحية من مخاطر، هناك مخاطر مشتركة في معظم العمليات ومع الولادة الطبيعية أحيانا، وأهمها الالتهابات الإنتانية والنزيف وجلطات في تيار الدم، ومع تقدم إمكانيات الطب أصبحت بحمد الله نادرة جدا، ولكن الاحتياط لتجنبها مهم ، ويجب ان تعرف الحوامل اللواتي يطلبن الولادة بعملية قيصرية أنهن يتعرضن لنسبة الضعف مقارنة بالولادة الطبيعية.
الالتهابات الانتانية قد تحدث بسبب التهابات في باطن الرحم، او في القناة البولية، وربما تحدث في الثدي أو مكان الجراحة في طبقات البطن وغيرها، وقديما كانت تدعى حُمى النفاس، ومن المعروف أن هذه المضاعفات كانت عبر التاريخ من أسباب الوفاة، نعرف مثلا أن رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ماتت بحمى النفاس، والان وبسبب تحسن أحوال المعيشة ، وتحسن وسائل التعقيم ، واستعمال المضادات الحيوية، كل ذلك ادى الى الوقاية من كثير منها، التعليمات الطبية تنصح بإعطاء مضاد حيوي وريدي مع لحظة بدء العملية لحماية الأم وأصبح هذا قاعدة.
النزيف من اخطر الاسباب التي كانت تؤدى لوفاة الحوامل ،الفرق عال جدا بين نسبة وفيات الحوامل في الدول المتقدمة مع توفر الخدمات الصحية والدول الفقيرة بالخدمات الصحية، بحمد الله أمكن السيطرة على معظم حالات النزيف لعوامل عديدة ، منها توافر الخبرة والتدريب الطبي، وتواجد بنوك الدم وقدرتها على تزويد المريض بحاجته من الدم في وقت وجيز، اضافة الى ذلك فان التقنيات الطبية والأدوية الحديثة التي تُستخدم في منع ارتخاء الرحم قد أدت الى تقليل كبير جدا في نسبة حدوث نزف ما بعد الولادة سواء كانت ولادة قيصرية أو طبيعية.
الخطر الثالث يتعلق بحدوث جلطات في الدم قد تؤدى للوفاة لو وصلت الى أن تسد الوريد الرئوي. ولفهم الأمر نحتاج لفهم بعض التغيرات الطبيعية التي تحدث في وظائف الجسم خلال الحمل.
خلق الله للجسم عوامل توازن بين الميل لحدوث النزيف وعوامل التحكم في ذلك، وبما ان الحامل تتعرض لمخاطر النزيف فإن الله جعل في جسم الحامل ميكانيكية تزيد عوامل التجلط بنسبة عالية، كفيلة في الأحوال العادية بالسيطرة على النزيف، في بعض الاحيان قد يختل هذا التوازن فتحدث الجلطات، كل عمليات الحوض عامل خطر، المكوث في السرير دون حركة فترة طويلة بعد العملية عامل خطر اخر، كما تزيد المضاعفات التي ذكرناها آنفا من نسبة حدوث الجلطات، وبحمد الله فان هذه المشكلة تتضاءل. وهناك برنامج وطني فعال للتغلب على هذه المشكلة، سيتضمنها مقالنا القادم بإذن الله.
sshehry19988@gmail.com