بلا شك ان العزلة هي حالة اختيارية يختارها الفرد وهي الابتعاد وعدم الاتصال بالآخرين وهذه حاجة نفسية يحتاج اليها الفرد ليعاود اكتشاف ذاته ويتصل مباشرة بذاته ويراجع اولوياته ومخططاته وانجازاته وخلق حالة من الهدوء الذاتي.
تختلف الوحدة عن الانعزال حيث ان الوحدة هي الانغلاق على الذات ورفض التواصل بالآخرين رفضاً تامًا اما الانعزال الاجتماعي فهي حاجة نفسية بين الفينة والاخرى يحتاج اليها الفرد ليرتب حياته وينظم افكاره ويعود لمواصلة حياته بذهن صافٍ وبهمة اعلى.
ان تكرار الانعزال بفترات متقاربة جداً تقود الى الوحدة وهذا مؤشر خطير وإذا لاحظنا على ذواتنا ملنا الى البقاء وحيدين علينا فورا الانخراط في المجتمع لأننا افراد مهمون في مجتمعاتنا وعلينا عدم تعويد أنفسنا على هذا السلوك لان الوحدة الاختيارية خطيرة على الصحة النفسية عامة.
ومن المؤكد ان الانعزال إذا كان بسبب مواجهة بعض المشكلات واتخاذ القرارات الذاتية فهذا مؤشر على الذكاء الذهني ودائما نتائجه محمودة وهنا يكمن سر الانعزال ومنافعه الحقيقية لأننا بهذه العزلة نتخلص من ضغوطنا الاجتماعية.
ان الانعزال الاجتماعي مهم للوصول الى الذات ولكنه يصبح خطيرا إذا أصبح ديدنًا لحياتنا ولذلك علينا ان نربط حياتنا بأهداف، وعدم السماح بالفراغ ان يتمكن منا وممارسة الانشطة مهمة لسحب ذواتنا من العزلة المتكررة.
وعلينا ان نعي تماما ان الحياة مكتظة بالضغوط النفسية، والتخلص منها امر يقع على عاتقنا والتمسك بحياتنا لنجاتنا.
fatimah_nahar@
