اجتماعية مقالات الكتاب

آثار الحب وتأثيره

أحدث مقالي الأسبوع الماضي (حب على بئر الوحيدي) صدى كبيرا وذلك كما يبدو لي بسبب عنوانه المثير بقصة حب، ومهما كان ويكون المعنى والهدف يظل الحب اسما فطريا جذابا، فقوله فرح وسعادة وبشرى وكتابته متعة وأمل وحياة سعيدة وفعله رقة وإنسانية وأخلاق وتعامل، فالحب شعور داخلي ينبع من أعماق القلب يشعرك بالارتياح في المشاعر والأحاسيس والإخلاص لها.

وإذا حدث الحب أفرز الجسم هرمون المحبين (الأوكسيتوسين) والحب درجات وأعلى درجاته حب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذا أساس الحب ومبدأه وهو من الإيمان الذي يصل بالإنسان إلي السعادة والدرجات العليا في الدنيا والآخرة. وبعد ذلك يأتي الحب الفطري كحب الحياة والوالدين والإخوان والأهل والوطن وقيادته. ويتنوع الحب في مسمياته وأوصافه وتوجهاته فيأتي حب الزوجة وحب المال وحب الرياضة والأندية الرياضية وغيرها مما في مغريات الحياة وهذا الحب درجاته تختلف حسب الفروق الفردية بين الناس ومشاعرهم وقوتهم وصبرهم .

ولكن هناك حب مثير جدا ويصل بالمحب الى مراحل العشق الفاتنة وخاصة حب المرأة شريكة الرجل في هذه الحياة وسكنه فأحيانا قد يصل بالمحب العاشق إلى الموت كمدا على من أحب وعشق وهذا ما حدث فعلا في حب الشاعر العاشق قيس بن الملوح لابنة عمه ليلى العامرية والعاشق المتيم قيس بن ذريح للخزاعية لبنى بنت الحباب وعشق رميو وجولييت وكذلك عشق وحب الوليعي مسلم وسقوطه من جبل رضوى ، وهناك غيرهم الكثير من المحبين الذين قتلهم الحب لكن هذه أمثلة اخترناها لشهرتها بين الناس وذكرتها كتب قصص الحب كشاهد على صدق الحب ومقولة أن من الحب ما قتل والمحب لمن يحب مطيع ومقلد ومجنون.

ومهما يكون الحب وأتعابه وهمومه ومشاكله ألا أنه يرتقي بالمحب الى الابداع والتميز وهذا ما أثبته الشعر ومعلقاته وأجمله قديما وحديثا فالأجمل من الشعر من بدأ بالحب وهذا كذلك ما فعله شعراء الجاهلية قديمًا فكانوا يبنون شعرهم ومقدماته على الحب والعشق ويفتخرون بذلك كما في قصيدة البردة ومعلقات الشعر التي حفظها لنا تاريخ الشعر وعشاقه ومحبيه. ومن هنا ومن أجل ذلك كان من ضمن أهداف مقالي السابق المشار اليه في البداية هو حفظ التراث من خلال قصص الحب التي غالبا ما يكون لها تأثير وحب وتحفظ تلقائيا وبسهوله لدى الغالبية العظمى.
وأخيرًا الحب شعور داخلي قد يسبب الألم والمرض والعلاج غالبًا هو لقاء الحبيب للمحب.
وصدق الشاعر ( المتنبي )
أنامُ مِلْءَ جُفُوني عن شوارِدِها
ويَسْهَرُ الخلقُ جرَّاها وَيَختَصِمُ
كَم تَطلُبونَ لنا عيباً فَيُعجِزُكُم
وَيَكرَهُ اللهُ ما تأتونَ والكَرَمُ
ما أبعدَ العيبَ وَالنقصانَ عن شَرَفي
أنا الثُّريا وذانِ الشيبُ والهَرَمُ

lewefe@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *