البلاد – مها العواودة
50 مليار شجرة إضافية في المملكة والشرق الأوسط قوام مبادرتين من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء؛ لحماية الأرض والطبيعة، ودفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، لأجل حقبة خضراء تتحدى التصحر وتقضي عليه، هكذا هي السعودية رائدة المبادرات التي تصب في مصلحة المنطقة والعالم. لا تعمل لصالح نفسها فقط، إنما تعود مبادراتها بالنفع على الجميع، فمبادرتا “السعودية الخضراء” و”الشرق الأوسط الأخضر”، تعملان على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.
وأكد رئيس حزب البيئة العالمي ضومط كامل لـ”البلاد”، أهمية المبادرتين؛ لأنهما تصبان في مصلحة حماية صحة الإنسان، وكوكب الأرض وجميع الكائنات الحية التي تعيش عليه، وتتجاوز في فوائدهما الحدود السعودية، مشيراً إلى أن الكوكب يشهد أزمة مناخ عالمية وتغير مناخي عالمي، واحتباس حراري غير مسبوق، نتج عنه كارثة بيئية تتجلى في ذوبان كميات كبيرة من الجليد في القطبين، فضلاً عن تغير نسبة الأمطار في بلدان عديدة في العالم كما شهدت منطقة الشرق الأوسط بشكل مباشر تغيرا في الكتل الهوائية الضخمة ككل، مرجعاً التغيّر المناخي العالمي لعدة أسباب؛ أبرزها تلوث الجو، وتغير نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء بنسب مرتفعة تصل إلى ٤١٧ جزءا بالمليون، وهو شيء خطير جدا مع العلم أن الحد الأقصى له ٢٥٠ جزءا بالمليون، وذلك يعود لزيادة نسبة الوقود الحفري، ما يجعل مبادرتي سمو ولي العهد غاية في الأهمية للمحافظة على التوازن البيئي، مؤكدا أن الغابات والأشجار الخضراء، هي خط الدفاع الأول عن كوكب الأرض وسلامته البيئة، الأمر الذي من شأنه التأثير على سرعة الكتل الهوائية ونسبة الرطوبة فيها.
واعتبر كامل، أن مبادرتي سمو ولي العهد خطة علمية تتعدى الحدود السعودية، وتأثر إيجابا على كل المنطقة العربية، وستغيران مجرى المناخ في المنطقة، مبينا أنه بعد عدة سنوات ستشهد المنطقة مناخا معتدلا، وهطول أمطار بنسب أعلى وكتلا هوائية مشبعة بالرطوبة مع انخفاض الحرارة العالية، وإحياء النباتات التي تدمرت بفعل تلوث الهواء.
ونوه إلى أن بعض المناطق الصحراوية ستشهد مناطق بيئية بامتياز إضافة لتشبع المنطقة بغاز الأكسجين الذي يخرج من الكلوروفيل الأخضر تحت أشعة الشمس، مع انخفاض نسبة ثاني أكسيد الكربون، مما سيولد بيئة صحية بامتياز على كوكب الأرض، مشيرا إلى أن المبادرتين أهم خطة بيئية في العالم لم تقدمها أي دولة. وتابع “زيادة نسبة الأكسجين بفعل زيادة الغطاء الأخضر ستؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان وكل الكائنات الحية، وستخلو الحياة من المشاكل الصحية التي عانى منها الإنسان طيلة العقود الماضية، فهناك خمسة ملايين إنسان يموتون في العالم سنويا بسبب التلوث”، مؤكداً أن هذا المشروع الكبير يأتي خدمة للإنسان والبيئة.
من جانبه، قال مؤسس جمعية الأرض ورئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد: إن المبادرتين السعوديتين، صدرتا في مرحلة دقيقة من تاريخ الإنسانية، وما تواجهه من تحديات جدية تهدد وجود الإنسان على كوكب الأرض، بسبب أزمة المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي والتنوع البيولوجي، منوها إلى أن الشرق الأوسط بحاجة ماسة الآن إلى مبادرة خضراء تعطي الأمل باستمرار الحياة خالية من التلوث للأجيال القادمة.
في السياق ذاته، أوضح وزير البيئة الأسبق في الأردن، رئيس الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، المهندس خالد الإيراني لـ”البلاد”، أن انعكاسات هاتين المبادرتين ليستا فقط على مستوى المملكة، بل ستكون أيضاً في المنطقة والعالم أجمع، خاصة وأن محاور المبادرة الشرق أوسطية نادى بها البيئيون منذ فترة طويلة، مشيرا إلى أن المستهدف محليا تخفيض الانبعاثات بشكل كبير، وأن يكون هناك 50 % من الطاقة المتجددة في بلد يعتمد على البترول هو إنجاز كبير. ورأى المهندس خالد في التشجير وزيادة الغطاء الأخضر وتكوين المحميات الطبيعية أهمية كبرى للتنوع الحيوي، مؤكدا أن المشروع عمل كبير يستهدف التعاون مع دول العالم؛ لتحقيق إنجازات بيئية على مستوى الإقليم.