ربما نكون قد أنفقنا الكثير من الوقت، والجهد لإنجاز، وتحقيق نجاحاتنا، ولكننا نجد أننا بعد كل جهودنا قمنا بتدميرها، وعدم مواصلتها، وذلك ناجم عن مخزون السلبية الذي خزنّاه في عقلنا اللاوعي؛ مما أدى إلى التوقف عن تحقيقها.
تنعكس الأفكار السلبية التي نحدث بها أنفسنا بشكل مستمر على مشاعرنا، وقدراتنا؛ إذ إننا حين نخاطب أنفسنا بعدم قدرتنا على تحقيق أهدافنا، وعدم صلاحيتنا لفعل أي شيء نقوم بترسيخ هذه الأفكار في عقلنا، وحتى حين تتاح الفرص لنا، فإننا نعجز عن تحقيقه بالرغم من توفر الإمكانات اللازمة للتحقيق .
إن الإخفاقات المتكررة أمر وارد، وجميعنا علينا المرور بمراحل الفشل، لكننا نمضي في تحقيق النجاح؛ لأننا قررنا ذلك، وقررنا أيضا ألا نرتهن لفشلنا .. والتعلم من التجارب الفاشلة هو نجاح في حد ذاته، إذ إننا لم نجعل الفشل عائقًا لنا، ولكننا حين نحبس ذواتنا في دائرة المرحلة الفاشلة، فإننا ندمر ذاتنا. التدمير هو الإهلاك، والتحطيم لذاتنا الذي ينجم عنه عدم تقديرنا لأنفسنا، وعدم الرضا عنها إذا رأينا أننا غير مؤهلين، وغير قادرين مما يدفعنا إلى التعامل بغضب، وعدوانية مع الذات، ومع الآخرين بالرغم أن مسؤولية تدميرنا لذاتنا تقع على عاتقنا وحدنا؛ لأننا اخترنا بمحض إرادتنا أن نغذي عقولنا بالسلبية السامة.