اجتماعية مقالات الكتاب

تدمير الذات

فاطمة نهار يوسف

ربما نكون قد أنفقنا الكثير من الوقت، والجهد لإنجاز، وتحقيق نجاحاتنا، ولكننا نجد أننا بعد كل جهودنا قمنا بتدميرها، وعدم مواصلتها، وذلك ناجم عن مخزون السلبية الذي خزنّاه في عقلنا اللاوعي؛ مما أدى إلى التوقف عن تحقيقها.

تنعكس الأفكار السلبية التي نحدث بها أنفسنا بشكل مستمر على مشاعرنا، وقدراتنا؛ إذ إننا حين نخاطب أنفسنا بعدم قدرتنا على تحقيق أهدافنا، وعدم صلاحيتنا لفعل أي شيء نقوم بترسيخ هذه الأفكار في عقلنا، وحتى حين تتاح الفرص لنا، فإننا نعجز عن تحقيقه بالرغم من توفر الإمكانات اللازمة للتحقيق .

إن الإخفاقات المتكررة أمر وارد، وجميعنا علينا المرور بمراحل الفشل، لكننا نمضي في تحقيق النجاح؛ لأننا قررنا ذلك، وقررنا أيضا ألا نرتهن لفشلنا .. والتعلم من التجارب الفاشلة هو نجاح في حد ذاته، إذ إننا لم نجعل الفشل عائقًا لنا، ولكننا حين نحبس ذواتنا في دائرة المرحلة الفاشلة، فإننا ندمر ذاتنا. التدمير هو الإهلاك، والتحطيم لذاتنا الذي ينجم عنه عدم تقديرنا لأنفسنا، وعدم الرضا عنها إذا رأينا أننا غير مؤهلين، وغير قادرين مما يدفعنا إلى التعامل بغضب، وعدوانية مع الذات، ومع الآخرين بالرغم أن مسؤولية تدميرنا لذاتنا تقع على عاتقنا وحدنا؛ لأننا اخترنا بمحض إرادتنا أن نغذي عقولنا بالسلبية السامة.

علينا التغلب لكي ننجو من عواقب التدمير الذي يقف خلف إخفاقاتنا وذلك بمراقبة مسببات المعتقدات المدمرة، وتحويل مسارها إلى الإيجابية عن طريق غرسها في عقولنا.
إننا في تحد عظيم أمام أنفسنا، وعلينا الفوز، والخروج إلى النور من ظلام الفشل، ولكي يشار إلينا بالبنان، ونكون قدوة في مجتمعاتنا؛ لأن السعادة التامة في النجاح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *