لطالما كنت طوال حياتي أكره الإفراط في الثقة مع من لا أعرفهم، قد يكون الأمر مملاً للبعض خاصة هؤلاء الذين يسعون للوصول لصداقتي أو حتي حبي، لكنه بالنسبة لي كان من الأمور الحميدة التي جنبتني طوال حياتي الكثير والكثير من المهالك بسبب البشر.
ببساطة، أحلامي كلها تختصر في ثلاث أشياء، السلام، الوحدة، النوم بهدوء دون تفكير، لكنني ولحظي العاثر وجدت بعض الأمور التي تراءت لي خلف الظلام وجعلتني في البداية أحتفي بها وأعيد النظر وأفكر من جديد في طريقة الحياة التي أعيشها، لكنها تبخرت سريعاً ليحل محلها الندم على كل اللحظات التي قررت فيها تبديل أفكاري واتباع سراب.
لقد كانت من أشد الأوجاع التي جعلتني أعض أصابع الندم على سوء تقديري لحجم الخيبة والخذلان الذي كان ينتظرني بالخارج، لقد خاطرت بأفكاري حتى سقطت في مستنقع التشابه بين الآخرين بالرغم من أنني كنت على قناعة طوال حياتي بأنني شخص مختلف .
نعم الوحدة مروعة لكل شخص يعرف تفاصيلها جيداً، فيها ظل الموت يلاحقني حتى آخر قطرة فى دمى، كنت أحسبه أشد أوجاعي وكدت أن أستسلم له في لحظة ما، لكننى تذكرت للحظة وجوه وأحداث عصفت بحياتى فوجدت أن الموت لن يكون مؤلماً بقدر ما كان حاجتى إلى الحب مؤلمة أكثر منه.
نصيحتي لكل شخص على حافة السقوط إبتعد، لا تحلل الظاهر، إحذر هناك جوعىّ للفوارق الإنسانية محجوب عنك رؤيتها ولا تظهر بالابتسامات أو حتى المواقف، دائماً ما يختبئ خلف الظلام ما هو أعمق من الكلمات ولا تراه العين، لكن سيشعر به قلبك فصدقه، إنها تلك النغزة التي تأتيك على غفلة لتنبئك بأن هناك شيئاً ما يحاك ضدك، استمع لصوت قلبك جيداً لكن إياك أن تتبعه قبل موافقة عقلك، فالقلب يحجب عينيك عن رؤية الحقيقة المكنونة خلف التفاصيل الصغيرة التي لا يهتم بها القلب منذ البداية، استمع لصوت العقل الذي يحدثك بعقلانية ومنطقية تجنبك عواقب الأمور فيما بعد.
Nevenabbas88@gmail.com