اجتماعية مقالات الكتاب

تشوه المعرفة

يمتلك كل فرد منا طريقة مختلفة في التفكير مختلفة عن الآخرين، حيث أن كل فرد لديه نمط تفكير خاص به لا يشبه أنماط تفكير الآخرين، وهذا ما يميز كل فرد منا في محيطه، ولكن المعرفة واحدة. المعرفة التي يستقبلها العقل من خلال الحصول على معلومات جديدة ومثيرة للانتباه.

وقد يستقبل العقل هذه المعارف المتعددة بشكل مشوَّه، والتشوُّه يُعرف على أنه تغيرُ في الشكل الأصلي لشيء ما، ويحدث هذا التغير بسبب المُتغيرات التي تطرأ على الأشياء، فيقوم بتشويهها، و يجرِّدها من شكلها الحقيقي. كذلك العقل، قد يتعرض للتشوُّه في طريقة تفسيريه للمعرفة التي يحصل عليها.

تنتج التشوهات المعرفية و تنمو و تتطور خالقةً كوارث لدى الأفراد من خلال الفهم الخاطئ، وعدم القدرة على معالجة الأشياء، وفقد السيطرة على الذات مع تدني مستوى الوعي، وتقدير الذات. كما أنها تفاقم لدى الفرد شعوره بالعجز النفسي، والذي من دوره التأثير بتراجع الصحة النفسية والجسدية معًا.

تختلف أنواع التشوهات المعرفية إلى عدة أنماط: كنمط التفكير بمنطقة الأسود والأبيض فقط دون الوسطية، و كالتعميم على جميع التجارب بسبب تجربة واحدة سيئة، وليس هذا فحسب، بل وتعدّ الفلترة تشوهًا معرفياً من خلال التركيز على أمر سيء واحد، كما أن التنبؤات السلبيه تعدّ أحد انواع التشوُّه المعرفي.

قد يقف الفرد أمام ذاته حاملاً هذه التشوهات في طريقة تفكيره، مصابًا بالحيرة في طريقة العودة بذاته إلى المسار الصحيح، وهذا ليس بالأمر المستحيل و الصعب، ولكنه قد يصبح صعباً و مستحيلاً، حينما يطيل الحيرة.
لذا، فإن تجاوز هذه التشوهات، تتطلب شجاعة لنزع هذه التشوهات من العقل من خلال مواجهتها بنقيضها، وعدم إنكارها، وتوسيع طرق التفكير الايجابيه المحسِّنة لهذه الحالة.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *